زيتون المنطقة الوسطى.. مليونا شجرة لا يمكن الوصول إليها


تشير التوقعات الأولية إلى أن إنتاج المنطقة الوسطى من سوريا (حمص وحماه) من الزيتون لهذا الموسم، يقدّر بحوالي 150 ألف طن، بزيادة 50 ألف طن عن إنتاج العام الماضي.
 
وتوقع المهندس أحمد المصطفى، خبير في تقنيات صناعة زيت الزيتون، أن تحتل المنطقة الوسطى، المرتبة الثالثة على مستوى المحافظات السورية، من حيث عدد أشجار الزيتون المثمرة، ومن حيث الإنتاج. وقال المصطفى في حديث لمراسل "اقتصاد" في حماه، إن عدد أشجار الزيتون المنتجة في محافظة حماه، يقدّر حالياً بحوالي 8 ملايين شجرة، أما في محافظة حمص فيُقدّر بـ 4 ملايين شجرة، وتبلغ المساحة المزروعة بالذهب الأخضر –الزيتون- بحوالي 100 ألف هكتار، أي ما يعادل 25% من المساحة المستثمرة بالمحافظتين المذكورتين.

ولفت المصطفى إلى أن إنتاج المحافظتين من زيت الزيتون لهذا العام يقدّر بحوالي 15 ألف طن زيت زيتون.

مليونا شجرة خارج الخدمة

ورداً على سؤال ﻟ "اقتصاد"، عن عدد أشجار الزيتون التي لا يستطيع أصحابها الوصول إليها بسبب حواجز جيش النظام، ومرتزقته، والمنتشرة في الأراضي الزراعية بمحافظتي حمص وحماه، قال المهندس المصطفى، أن هناك إحصائيات أولية تشير إلى وجود حوالي 2 مليون شجرة زيتون مثمرة، بعدة مناطق من حمص وحماه ،لا يستطيع أصحابها الوصول إليها، وقطافها، والعناية بها، منذ 4 سنوات مضت، بسبب قربها من المناطق الموالية للنظام، أو قربها من حواجز جيش النظام ومرتزقته، مشيراً إلى حدوث تراجع كبير، وخطير جداً، حيال الاهتمام بشجرة الزيتون في السنوات الخمس الماضية، بسبب عمليات القصف، والقتل، التي تقوم بها قوات النظام، والتي أجبرت عدداً كبيراً من المزارعين على النزوح.

ولفت المصدر إلى أن الكارثة الأكبر، التي حدثت لهذه الشجرة المباركة، هي اقتلاع أعداد كبير منها لاستخدامها في عمليات التدفئة بالمناطق المحررة، أو المحاصرة من قبل النظام، بسبب فقدان وقود التدفئة، وارتفاع ثمنه.

من 10 ــ 15% نسبة الزيت

في سياق متصل، علم "اقتصاد" أن معظم المزارعين بحمص وحماه، يشتكون هذه الأيام من تدني نسبة استخراج زيت الزيتون، لهذا العام، والتي تتراوح ما بين 10 ــ 15%، بينما كانت تصل هذه النسبة بالأعوام السابقة إلى 22% عند معظم المزارعين. وقال المزارع عبد الباسط الأحمد، من ريف حماه، أن كل 12 كيلو غرام من الزيتون، أعطى كيلو غرام زيت صافي، مؤكداً بأنها ظاهرة غريبة تحدث معه للمرة الأولى في حياته كمزارع .

وعزى خبير تقنيات صناعة زيت الزيتون، هذه الظاهرة، إلى عدة عوامل أهمها: القطاف المبكّر للمحصول خوفاً من سرقته، والعطش، وقلة الاهتمام والعناية به، بسبب الأحداث الأليمة التي تشهدها سوريا، منوهاً بأن أصوات القذائف المرعبة، التي يطلقها النظام منذ 5 سنوات وحتى الآن، قد تكون ساهمت في خفض نسبة استخراج الزيت، لأن شجرة الزيتون، تعني السلام، وهي كائن حي يتأثر بالمحيط ، كالإنسان تماماً، حسب وصفه.

من جانبه، يقول المزارع أبو محمد، من ريف حمص الشرقي، لـ "اقتصاد"، "منذ 4 سنوات تماماً، لا أستطيع الوصول إلى أرضي الزراعية، التي تضم 600 شجرة زيتون، بسبب قربها من حواجز النظام والقرى الموالية له، ولذلك بقيت دون حراثة وتقليم ورعاية، طوال هذه المدة، ما أدى إلى زيادة نسبة الأعشاب، واحتراق قسم من الأشجار، وبالتالي تدني إنتاج بستان الزيتون إلى ما دون 10 بالمئة".
 
بقي أن نشير إلى أن عبوة زيت الزيتون وزن 16 كيلو غرام صافي، تباع حالياً بأسواق المنطقة الوسطى من سوريا، بسعر يتراوح ما بين (13- 15) ألف ليرة سورية، بزيادة 3 آلاف ليرة عن سعر العام الماضي، و10 آلاف ليرة عن عام قيام الثورة السورية  2011.

ترك تعليق

التعليق