بالصور.. معضمية الشام تصنع مدافئها والحصار يهدد الصنعة الجديدة


تحولت معظم  ورشات الحدادة التي تختص بالأبواب والشبابيك إلى تصنيع مدافئ الحطب مع اقتراب موسم الشتاء، وإلى الآن لم يدخل إلى معضمية الشام مدافئ جاهزة على الرغم من فتح المعبر منذ أسابيع عديدة.


يقول أحد العاملين في هذه الصنعة الجديدة: "في البداية لم نفلح في تصنيع مدفأة تعمل على الحطب حتى جلبنا نموذجاً للمدافئ الجاهزة المصنعة في المعامل وقلدناها لنصل إلى الشكل الذي تراه".

ويضيف حامد (23 عاماً) لـ "اقتصاد"، أنهم استطاعوا أخيراً بعد جهد كببر التوصل إلى تصنيع مدافئ محلية ذات مفعول ممتاز وتدفئة جيدة وهي مشابهة تماماً لما تنتجه المصانع الكبيرة.


 تكلفة باهظة الثمن

تنوعت أحجام المدافئ التي يصنعها حامد في ورشته المتواضعة، فهناك الكبيرة والصغيرة، والمدفأة ذات الفرن الداخلي لطهي المعجنات والأطعمة المختلفة التي تحتاج للأفران.

ويقول حامد: "مع انعدام مادة الغاز نهائياً من المعضمية أصبح الاعتماد الرئيسي على مدافئ الحطب في الطهي، أضف إلى ذلك أن ارتفاع سعر المازوت جعل الناس تسارع إلى التدفئة على هذا النوع من المدافئ".

وحول أسعار المواقد التي تنتجها ورشته يقول حامد: "سعر المدفأة الصغيرة 8 آلاف، والكبيرة أبيعها بـ 15 ألفاً، وذات الفرن بـ 20 ألفاً، إنها أسعار مرتفعة، ولكن ما باليد حيلة، لأن ارتفاع السعر أتى انعكاساً لارتفاع التكلفة الكبيرة للتصنيع".



ما هي الصعوبات؟

لا تزال مدينة المعضمية تعد ضمن المناطق المحاصرة ومن المعلوم أن ظروف الحصار تؤثر بشكل أو بآخر على كل الجوانب الخدمية والمعيشية ضمن المدينة.

يوضح حامد أنه لا يستطيع إدخال أي شيء من مستلزمات تصنيع المدافئ، والنظام حتى اللحظة لم يسمح بدخول مدفأة واحدة إلى المدينة على الرغم من قدوم فصل الشتاء.


ويضيف: "أحتاج للمازوت من أجل التصنيع، وتنقصني أصابع اللحام التي أستخدمها في جمع قطع الحديد مع بعضها، وقد وجدت حلاً لنقص المازوت باستعمال الخلطة المستخرجة يدوياً من مادة البلاستيك لكن تبقى المشكلة في أصابع اللحام".

ومع شعوره بالأسف والاستياء، يضيف حامد: "لم يتبق لدي سوى حزمة واحدة من هذه الأصابع ولا أدري كيف أكمل عملي؟".


أفكار جديدة

نتيجة لارتفاع سعر المدافئ التي تصنع في المعضمية، يلجأ الكثير من الأهالي إلى حل آخر يوفر عليهم بعض المال ويسعفهم في جو الشتاء البارد الذي بات الكثيرون يخشون قدومه ويرتعدون لمجرد ذكره على الألسنة.

وكثيراً ما ترى أناساً يحملون مدافئ المازوت القديمة ليطلبوا من حامد وغيره ممن يمتلكون ورشات الحدادة، تحويلها إلى مدافئ تعمل على الحطب.

يقول حامد: "في هذه الحالة أجري تعديلاً بسيطاً على المدفأة حيث أنتزع الجهاز الداخلي وأثبت درجاً في أسفلها، وبذلك تصبح جاهزة للاستعمال وبتكلفة 3 آلاف أو أقل".


وفي نهاية المطاف بات السؤال الملح الذي يحتاج إلى الإجابة مع اقتراب فصل البرد، إذا لجأ الناس إلى مدافئ الحطب كبديل للطبخ والتدفئة، من أين – يا ترى - يحصلون على الحطب اللازم لإشعال مدافئهم؟

يبقى السؤال عصياً على الإجابة، لا سيما في بلدة فقيرة تعاني من الحصار منذ 3 سنوات وإلى الآن، الحصار الذي أكل الأخضر واليابس، وأنهى الزرع والضرع كما يقول المثل!


ترك تعليق

التعليق