"زعفران سوريا" يزهر.. والغرام الواحد بـ 5 آلاف ليرة

بدأت قبل أيام عمليات قطاف أزهار الزعفران المزروعة لدى القطاع الخاص في سوريا بكميات قليلة جداً. وقال أحد المزارعين، ألذي اقدم على تجربة زراعته في ريف حمص منذ 5 سنوات، لمراسل "اقتصاد": "تبدأ أزهار نبات الزعفران بالتفتّح مع بداية موسم البرد في شهر تشرين الثاني من كل عام، وتستمر عمليات قطافه عالمياً لمنتصف الشهر الأخير من العام".

وأشار المزارع إلى أن زميلاً له قام بتجربة زراعة هذا النبات الطبي، والمعروف عالمياً بـ "الذهب الأحمر"، بمنطقة جبلية بريف دمشق، وقام بجني الأزهار قبل 15 يوماً من موعد قطافه بالمناطق الداخلية من سوريا، كحمص وحماة.


 ورداً على سؤال "اقتصاد"، عن مدى نجاح تجربة زراعته في سوريا، خاصة في ظل الحرب الطاحنة التي تشهدها البلاد منذ عدة سنوات، قال المزارع، والذي يكنّى بـ "أبو محمود": "تجربة زراعة الزعفران في سوريا بدأت منذ 15 عاماً في مركز جوسيّة الخراب بالقرب من القصير بريف حمص، والذي كان يتبع لوزارة الزراعة، والمركز الآن مدّمر ومهجور منذ 4 سنوات، أما في القطاع الخاص، فزراعته بدأت في نهاية العام 2010، أي قبل قيام الثورة السورية بعدة أشهر".

 ولفت "أبو محمود" إلى أن عدد أبصال الزعفران التي زرعها القطاع الخاص، حوالي4 آلاف بصلة، قام بتأمينها من اسبانيا، أحد المغتربين السوريين "الحمامصة"، والمقيم بمدريد منذ 25 عاماً، مضيفاً بأن النتائج الأولية لتجربة زراعة هذا النبات الطبي النادر في سوريا، تبشّر بالخير، وبأن مناخ وتربة سوريا مناسبة جداً لهذا النوع من الزراعة المربحة للغاية، والتي لا تحتاج لحيازات أرضية كبيرة، فالدونم الواحد يزرع فيه أكثر من نصف مليون بصلة زعفران، كما أن زراعته لا تحتاج إلى مياه كثيرة، ولا إلى خبرة كبيرة في الزراعة، مؤكداً بأنه يعيش بكافة أنواع الترب الزراعية، وخاصة الفقيرة منها.


 وحول الإنتاج المتوقع، قال أبو محمود، "زرعت قبل 5 سنوات من الآن 500 بصلة من الزعفران الاسباني، وفي كل عام تعطي البصلة الواحدة من(3-4) بصلات، إضافة لمادة الزعفران، التي تستخرج من أزهاره الجميلة".

 في السياق ذاته، علم "اقتصاد" أن مركز أبحاث "جوسيّة الخراب" الزراعي، الذي يعد المركز الأول بالوطن العربي الذي زرع الزعفران، ما زال مهجوراً حتى الآن، وتوجد في أرضه أكثر من مليون بصلة زعفران، متروكة دون قطاف للعام الرابع على التوالي، بسبب المعارك العنيفة التي جرت، وما زالت تجري، بين جيش النظام وميليشات طائفية تابعة له (حزب الله اللبناني)، وبين الجيش الحر وثوار مدينة القصير.

 كما علم "اقتصاد" أن الغرام الواحد من الزعفران المستورد يباع حالياً بالعاصمة دمشق بحوالي 5000 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق