"نساء سوريا".. جمعية تهتم بتمكين الأرامل وزوجات الشهداء والمعتقلين اقتصادياً


نذرت السيدة هناء قصاب المكناة بـ"أم قصي" نفسها لمساعدة النساء السوريات المتضررات من الحرب في مدينة حلب. ولكي يتأتى لها ذلك بادرت قصاب إلى تأسيس جمعيتها النسائية "نساء سوريا" في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة مطلع العام الحالي.

 وتهدف جمعية "نساء سوريا" غير الربحية من وراء نشاطها المكثف إلى خلق فرص عمل للنساء القادرات والراغبات، وتستهدف شريحة مخصصة من النساء الأرامل وزوجات الشهداء والمفقودين والمعتقلين.

 وتوضح قصاب طبيعة عمل الجمعية التي يقتصر تمويلها على عاتقها وعاتق أسرتها، "نقيم دورات مجانية في الجمعية للنساء في مجالات عدة من بينها تعليم الخياطة، والحلاقة، والتمريض، ومحو الأمية".


 وتقدم الجمعية مواد إغاثية للنساء، بالإضافة إلى الأدوية مجاناً، وذلك بالاتفاق مع جهات محلية في المدينة، من بينها المجلس المحلي, ومنظمات إغاثية.

وتشير قصاب خلال حديثها لـ"اقتصاد" إلى الأسباب التي دفعتها لتأسيس الجمعية بالقول، "لقد ساهمت ظروف الحرب التي تعيشها المدينة في تزايد عدد الأرامل، وزوجات المفقودين، وهؤلاء يعشن أوضاعاً اقتصادية صعبة، ولذلك نحن نعمل في الجمعية على تمكين المرأة التي فقدت معيلها، من خلال تأهيلها لتكون قادرة على اعالة نفسها وعائلتها لوحدها".

 وتصف قصاب الوضع الإنساني للنساء في المدينة بـ"الكارثي"، لكنها ومع ذلك تعتبر أن الاكتفاء بالمراقبة أمر كارثي أكثر، ولذلك يجب أن يتحمل المجتمع مسؤولياته.

 ولا يقتصر مجال الدورات التي تقدمها الجمعية على النشاط الاقتصادي فقط، بل يتعداه إلى الخوض في مجال الشؤون الحياتية الطارئة التي تعيشها الأسرة السورية، وفي هذا الشأن نظمت الجمعية دورة للتأكد من سلامة مياه الشرب، على اعتبار أن مدينة حلب تعاني من انقطاع متكرر في مياه الشرب، هذا الانقطاع أجبر الأهالي على استخدام مياه الآبار الارتوازية التي لا يعرف في كثير من الأحيان مدى صلاحيتها للاستخدام اليومي.

(إحدى المتدربات في مجال الخياطة في إحدى دورات الجمعية)

 ومع تركيز عمل الجمعية على النسوة المتضررات من الحرب، إلا أن ذلك لم يمنعها من الاهتمام بالنساء ذوات الحاجات الخاصة، وذلك عبر مد يد العون لهن، وتوفير المستلزمات لهن.

وتبدي قصاب رضاها عن عمل الجمعية، لكنها تعتبر أن ضيق ذات اليد، وغياب التمويل، يحد من نشاط عمل الجمعية التي تعمل بكادر نسائي متطوع مؤلف من 12 امرأة.

ترك تعليق

التعليق