خبز الدردري و شعير العمادي!!

كذب النظام السوري عندما قال، إنه لن يتخلى عن المواطن في مناطق سيطرته، وذلك عندما قام برفع أسعار الخبز، والصحيح أن النظام تخلى عن المواطن في المرة الأولى عندما حرر الخط الأحمر، وهو سعر الخبز، والثانية، عندما تلاعب عن قصد بمواصفات الرغيف وصولاً إلى مرحلة صفقات الطحين الفاسد وغير الصالح للاستهلاك البشري، وباعتراف رسمي من حكومته.

عندما قرر النظام رفع أسعار الخبز بثلاثية متوالية تحدث عن ما أسماه عقلانية الدعم، وهو ما يمكن وصفه بالتمصل من المسؤولية و الهروب من حالة الدعم في الشكل والمضمون، ولعل وجود طحين يحمل حشرة السوس تارةً، والفساد تارةً أخرى، هو بمثابة استخفاف مقصود بالمستهلك، ذلك أن دعم الخبز كان جزءاً من التكاليف التي أرهقت حكومة النظام، والتي تبحث اليوم، يميناً وشمالاً، عن موارد لخزينتها الفارغة.

في العام 2009-2010 تحدث عبدالله الدردري، النائب الاقتصادي في حكومة العطري، بكل وقاحة، عن رغبة حكومته برفع أسعار المشتقات النفطية والرغيف أيضاً، بحجة إيصال الدعم لمستحقيه، (أليس الشعب السوري اليوم في غالبيته يستحق الدعم؟!)، وعندما تتحدث عن جودة الرغيف ومواصفاته، يُكرر التاريخ نفسه تماماً، كما حصل في الثمانينيات من القرن الماضي.

نعم أرادها الدردري حين نادى برفع أسعار الخبز ولم يوافقه النظام، ليستمر الوضع على حاله حينها، حتى تحقق ذلك على يد حكومة الحلقي، وهو ذات الطريق الذي عجزت عن الاستمرار فيه، حكومة العطري، ولتصدق نبوءة وزير الاقتصاد في الثمانينيات، محمد العمادي، عندما وضع رقبته مقابل خلط القمح بالشعير.

اليوم باتت معظم الأسر السورية في الداخل محرومةً من رغد العيش (الرغيف)، والذي صار مجرد حلم لها ميؤوساً من عودته إلى الجودة السابقة.

الخبز قُرن اسمه بالحياة، فكان رغيف العيش، وهو أحد أهم الركائز الأساسية لبقاء صناعته، التي باتت اليوم في غرفة الإنعاش، وعلى المواطن في مناطق النظام أو المعارضة إيجاد الحلول المناسبة له، بعيداً عن أي دعم يُذكر، فالرغيف الآن بات خارج المواصفات والمقاييس بعد أن هربت منه الجودة والطعم والمعايير الصحية، تحت شرط عسكرة الاقتصاد السوري، فهنيئاً لك يا دردري على تنفيذ رؤياك، ومبروك عليك يا عمادي جودة الرغيف السوري اليوم بشعيره وحشراته وفساده.

(خبر تداولته وسائل إعلام موالية عن ضبط طحين غير صالح للاستهلاك البشري بحلب في مناطق سيطرة النظام)



(تعليقات سكان مناطق سيطرة النظام بحلب على خبر الطحين غير الصالح للاستهلاك البشري)

ترك تعليق

التعليق