المهر غير المقبوض يسود الزيجات في المناطق المحاصرة.. مثال معضمية الشام


لم تكن قضية الزواج في وقت من الأوقات تلك المسألة السهلة، بل دائماً ما كان الشاب المقبل على الزواج يعاني طويلاً في الوصول أخيراً إلى عش الزوجية الدافئ.

وبعد الثورة السورية تغيرت الظروف بشكل أو بآخر، الحرب والقصف المستمر وغياب الشعور بالأمان ثم النزوح والتشرد، كلها متغيرات أثرت على الزواج، كما أثرت على جميع جوانب الحياة لدى السوريين.

 معضمية نموذجاً

تختلف المناطق المحاصرة عن غيرها، من حيث غياب المطالب الكبيرة التي كان أهل العروس سابقاً يشترطونها على الخاطب، ويقول محمد (25 عاماً) أن مطالب أهل الفتاة التي خطبها كانت بسيطة وملائمة للظروف الحالية التي تعيشها مدينة معضمية الشام.

واستطاع محمد أن يقيم حفلاً إنشادياً بمناسبة زواجه على الرغم من الحصار وضعف الإمكانيات.


ويتابع العريس الجديد خلال حديثه لموقع "اقتصاد": "تمكنت من عقد قراني منذ شهرين تقريباً، نعم كانت تكاليف الحفل وتجهيزات البيت من مؤونة وخدمات وأسباب معيشية، باهظة الثمن، لكن أهل العروس لم يطلبوا مني الكثير".

وبضيف محمد بالقول: "عندما قرأنا الفاتحة جاء وقت الاتفاق على المهر والنقد وباقي الأمور، لقد طلب مني عمي 75 ألف ليرة كجهاز للعروس، وخيرني في تلبيسة الذهب، وهي عبارة عن حابس ومحبس، وكان المهر 200 ألف متقدم و150 ألف متاخر".

 المهر غير مقبوض

في قصة مشابهة يوضح جهاد (22 عاماً) أن زواجه تم بسهولة حيث تنازل أهل العروس عن تكاليف جهاز العروس ولم يطلبوا منه سوى المهر، وأن يسعد الفتاة ويرعاها، على حد تعبيره.

ويضيف جهاد لـ"اقتصاد": "الشيء الرائج في هذه الفترة هو المهر غير المقبوض، فعند كتابة عقد الزواج يتفق العريس مع والد الفتاة على مهر معين، لكن أهل العروس، وتسهيلاً لعملية الزواج، يتساهلون في المهر ويجعلونه في ذمة الزوج، حتى يتيسر له دفع المبلغ ولو بعد سنوات".


وأما محمد، فيؤكد أنه لم يدفع المهر، وإنما اتفق مع والد الفتاة على مقداره و جعلوه غير مقبوض، مضيفاً بالقول: "هذه العادة صارت متبعة عندنا في معضمية وجارتها داريا".

 المؤونة هي العقبة

جميع مطالب أهالي البنات من مهر وصرة خطبة وجهاز وتلبيسة ذهب وحفلة العرس والضيافة، تلاشت تماماً أو بشكل شبه تام، في معضمية، لكن عقبة جديدة سببها الحصار المطبق على المدينة ظهرت في هذه الأيام، وتمثلت في تجهيز البيت بالمؤونة الكافية.

أحد الشباب المتزوجين حديثاً أكد لـ "اقتصاد" أنه دخل إلى بيت الزوجية بمؤونة تقدر بـ 30 كيلو غراماً من الحبوب.

وأضاف محمود (26 عاماً): "اشتريت قبل زواجي كمية محدودة من البرغل والعدس والرز بأسعار باهظة، ولم أستطع أن أخزن المؤونة على النحو الذي يتطلبه الزواج وفتح البيت، بسبب نقص المواد، إضافة لأسعارها الكبيرة في حال تواجدها".

ترك تعليق

التعليق