اقتصاديات.. "سوروسيا"


بدأت مواقع النظام ووسائل إعلامه، بنقل كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بروسيا، بدءاً من أنشطة بوتين الرئاسية، وانتهاء بأنشطة رؤساء البلديات في سيبيريا. ومن يتابع هذه الأخبار في مواقع النظام، يظن بأن روسيا هي إحدى المحافظات السورية، وتقع تحديداً بالقرب من دير الزور.

وحتى على مستوى مسؤولي النظام، يقال بأن الحكومة أعلنت بأنها لن تسمح بتجويع المواطن الروسي، بعدما قرر بوتين وقف استيراد المواد الغذائية من تركيا عقاباً لها على اسقاط طائرته.. وذكرت وسائل إعلام النظام بأن الحلقي عقد اجتماعاً نوعياً لدراسة كيفية فك الحصار الاقتصادي عن موسكو، ومحاولة تغطية النقص في السوق الروسية من البندورة والخيار والبطاطا والفليفلة والباذنجان والقرنبيط..

وعلى مستوى وسائط التواصل الاجتماعي، فقد انتشر في الفترة الماضية، هاشتاغ "سوري وروسي واحد"، وهاشتاغ "سوروسيا".. وفيه راح يتسابق عساكر النظام وضباطه بنشر صور لهم وهم يتأبطون جندياً روسياً، رغماً عنه، للتصوير.. بالإضافة للحديث عن العلاقات المميزة التي تربط بين الشعبين الشقيقين وعلاقات المصاهرة بينهما.. وهي علاقات ذهب بها البعض إلى حد القول بأن أبناء المنطقة الساحلية أصولهم من روسيا وقد جاؤوا إلى سوريا هرباً من الحروب الروسية التركية في القرون الماضية، مستدلين على أن هناك شبهاً كبيراً في الشكل بين أبناء الساحل والروس، من حيث "الشقار" والعيون الزرقاء ..  لكن توقف هذا الهراء بعد أن ذكّرهم أحدهم بأن حافظ أسد ظل ثلاثين عاماً وهو يجاهد من أجل إثبات نسب أبناء الساحل للقبائل العربية، فـ "عيب عليكن"...!!  

وأما اللقطة الأهم، فهي الفيديو الذي انتشر لرئيس اتحاد الطلبة السوريين في موسكو والذي يحاول فيه تقبيل يد بوتين، فيما هذا الأخير يسحب يده كأحد الشيوخ الحداثويين.. وهي لقطة رأى فيها أبناء النظام بأنها تعبر عن الحب والامتنان الذي يكنه النظام السوري للنظام الروسي..

إذاً، نحن أمام محاولة لإعادة تدوين ذاكرة سوريا من قبل "قليلي" الفهم ، والأذلاء من أبناء النظام وحاشيته.. وهي تعكس حقيقة الأنظمة الذليلة، التي لا يمكن أن تفرز سوى حاشية ذليلة..!!
 

ترك تعليق

التعليق