اقتصاديات.. البلد لمن يتحمل سعر الكوسا فيها

هناك فريق من الشبيحة على وسائل التواصل الاجتماعي، يتبع على الأغلب لمخابرات النظام، ومهمته كلما ضاجت الناس من ارتفاع سعر سلعة معينة، أن يقول لهم: لماذا تستغربون..؟!، إن سعرها أقل من السابق بالمقارنة مع تبدل سعر صرف الليرة مقابل الدولار.. مثلاً سعر الكوسا الذي وصل إلى أكثر من 900 ليرة للكيلو، فهو يعني بالنسبة لأسعار ما قبل عام 2011، نحو دولارين، أي ما يعادل 100 ليرة سورية، وهو سعر كانت تبلغه الكوسا في مثل هذه الأوقات..!!

وأما عندما يكون السعر مرتفعاً ولا يمكن تبريره بارتفاع الدولار، فإن مهمة هذا الفريق أن يقول للناس: هناك من يقدم دمه وروحه، فما قيمة النقود مقابل هذه التضحيات..؟!، وإذا ما احتدم النقاش مع أصحاب هذا الفريق وتم حشرهم في الزاوية، فإنهم يقولون بنزق: من لا يعجبه الوضع  فليهاجر إلى أوروبا..!!

إن سلوك النظام يشبه الأب الذي يضرب ابنه بشدة ثم يصرخ عليه طالباً منه عدم البكاء.. وكلما بكى زاد في ضربه..!!

الناس في دمشق، بحسب وصف أحدهم، أصبحوا يمشون في الشوارع بلا وزن.. هناك حالة من الاكتئاب الجماعي، أو حالة تشبه الانهيار العصبي الجماعي.. فمثلاً لو فكرت بزيارة صديق عزيز بعد انقطاع فترة طويلة، فإنك على الأغلب لن تستطيع أن تجلس معه لأكثر من عشر دقائق.. إن الناس أصحبت شاردة، تائهة، ولم تعد قادرة على التآلف مع آخر حميم..

لقد قالها مجنون سوريا: البلد ليست لمن يحمل جنسيتها، وإنما لمن يدافع عنها.. وأصبحت الآن لمن يتحمل ارتفاع سعر الكوسا فيها..!!  

ترك تعليق

التعليق