النظام يحقق حُلمه بفصل داريا عن المعضمية

تعالت أصوات الرصاص وتشابكت نيران الرشاشات والبندقيات في الهواء، لتضيء سماء معضمية الشام.

كان هذا احتفالاً بالنصر ولكن من قبل جيش النظام الذي وصل بين جبهتي الشياح والأثرية مساء الجمعة الماضي، بعد اشتباكات عنيفة جداً دامت شهرين متتابعين.

وعلى طول الخط الواصل بين الجبهتين على طريق مروان، لعلعت أصوات الرصاص احتفالاً بالفصل بين المدينتين الشقيقتين داريا ومعضمية الشام، كانت هذه بداية مرحلة جديدة في مصير بلدين حاربا النظام وقدما مئات الشهداء منذ ثلاث سنوات حتى اليوم.

 شهران داميان

منذ شهرين تقريباً بدأ النظام عملياته العسكرية على أطراف معضمية الشام،  حيث توالت الاقتحامات من جبهة الشياح الغربية ومنطقة الأثرية الواقعة في الجهة الشرقية.

واستطاع النظام أخيراً، وبعد معارك طاحنة وعمليات كر وفر، إحكام السيطرة على الطريق الفاصل بين المدينتين،  والذي يدعى طريق مروان، لتُحاصر مدينة داريا بالكامل.

وتأتي هذه الخطوة كضغط من قبل النظام لإحكام الحصار على مدينة داريا، واستكمالاً لبنود هدنة المعضمية التي وقعت في نهاية 2014 والتي كان من شروطها الفصل بين داريا والمعضمية.

ومنذ توقيع الهدنة لم يتوقف إطلاق النار في جبهتي الأثرية والشياح الواقعتين ضمن الحدود الفاصلة من جهة داريا، ثم أصر النظام على وضع ساتر ترابي في الأشهر الماضية ليفصح عن نيته المبيتة في الفصل ويقوم بهذه العملية التي انتهت ليلة الجمعة.

وفي نفس الليلة أعلن النظام وقف إطلاق النار وهدأت العمليات العسكرية على طول الجبهة، كما توقف سقوط البراميل المتفجرة على المنطقة الجنوبية الواقعة تحت الساتر، والتي أدت لتهجير مئات الأسر إلى المنطقة الشمالية من المدينة.

 37 شهيداً خلال الحملة

بدوره أحصى الناشط الصحفي، وائل أبو أحمد، سقوط 37 شهيداً منذ بدء العمليات العسكرية، وقال في حديث خاص بـ "اقتصاد": "سقط 212 جريحاً كما جرت 12 عملية بتر أطراف في الشهرين الماضيين بحسب مشفى الغوطة التخصصي".

ووفق بنود الهدنة بات من المنتظر فتح معبر المدينة وإدخال المساعدات، الأمر الذي وعد به النظام؛ حيث ستدخل مساعدات الأمم المتحدة يوم الأحد ويسمح بدخول وخروج الموظفين والطلاب كخطوة أولى، يعقبها دخول الخبز والخضراوات والمواد الغذائية إلى المدينة بحسب لجنة المفاوضات.

ترك تعليق

التعليق