بين قدم مبتورة وزوجة معتقلة ومعيشة ضنكة.. أبو وسيم صورة عن معاناة أهل الغوطة


تتعرض الغوطة الشرقية لحصار فرضه الأسد وميليشياته تحت شعار "الجوع أو الركوع"، انعكس على الأوضاع الطبية والمعيشية, وسكان عايشوا شظف العيش بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

 أبو وسيم، أحد أولئك المحاصرين يقطن في عين ترما، عاش الحصار بكل أبعاده، ذاق فيه الأمرين في ظل انعدام لأبسط مقومات الحياة.

التقى "اقتصاد" أبو وسيم الذي روى قصته بكثير من الألم والأمل، فهو يعيل زوجتين وسبعة أطفال.

 يشير أبو وسيم أنه بعدما تقطعت به سبل العيش, خرج يسعى على قوت عياله يلتقط لهم بعض الأعشاب لسلقها (الخبيزة), وفي آخر مرة منذ عام ونصف سقط أمامه في مدينة عين ترما صاروخ (زئير الأسد) الملقب بـ (الفيل), مما أدى إلى بتر ساقه اليسرى, وذلك بعد القيام بـ 3 عمليات جراحية, ولكن دون جدوى, بسبب قلة المواد الطبية داخل الغوطة الشرقية.
يضيف أبو وسيم، "ضاقت بي الأحوال في الغوطة, فالوضع أصعب من أن أشرحه, القصف لا مثيل له ناهيك عن عدم توفر الكهرباء والطحين وحتى الطعام بتنا نسلقه لعدم توفر الزيت, أطفالي لا ينامون الليل من الجوع، وحتى المسكنات لآلامي لم أعد أجدها، لذلك قررت أن أخوض التجربة الصعبة وأذهب إلى القابون علي أجد هناك ملاذاً آمناً، كان ذلك منذ 9 أشهر".

يؤكد أبو وسيم أن مصائبه لم تنتهي، فإحدى زوجتيه التي ذهبت منذ خمسة أشهر لزيارة أهلها في دمشق، تم اعتقالها على إحدى حواجز النظام هي وطفلها الصغير، وقد استطاع أهلها استعادة الطفل، أما هي فمعتقلة إلى الآن, وهذا من أشد ما مر به من ألم وعذاب وقهر، يدعو الله ليل نهار أن تعود إليهم سالمة, مع علمه بوحشية النظام وما يمكن أن يفعله.
 
 ومما يزيد معاناته أنه تفاجأ بأن الوضع الطبي في حي القابون كما هو في الغوطة، لا يفرق كثيراً, فهو في أمس الحاجة إلى عملية جراحية خارج الحدود السورية, كما يتواجد داخل جسده أكثر من 25 شظية ما زالوا في جسده جراء ذلك الصاروخ، كما أصيب في رأسه وفي كاحل قدمه بطلقات نارية في بداية الثورة، من قبل قناصي النظام السوري.

أما أوضاعه المعيشية، فقد أخبرنا أنه يعمل الآن على "بسطة" لبيع الوقود في حي القابون, وذلك لتأمين مستلزماته الأساسية من طعام لعائلته ولأطفاله السبعة وليجلب الدواء والمسكنات التي تهدأ آلامه ولو لبرهة قليلة من الزمن.

 أبو وسيم، قصة معاناة يومية، من تذكر زوجته المعتقلة وخوفه على مصيرها, إلى صعوبة تأمين قوت 7 أطفال وأمهم، ناهيك عن آلام في الجسد لا تقل عنها أوجاع الروح.

وفي لقاء لـ "اقتصاد" بالصحفي، علاء الأحمد، يؤكد أن الوضع في القابون كما هو في الغوطة تقريباً، فحي القابون لا يزال حتى هذه اللحظة غير مهادن للنظام، وتحدث اشتباكات على أطرافه, والنظام يمنع أيضاً دخول المواد الطبية للحي, وهناك بعض الجمعيات تقدم معونات يومياً للعائلات المتواجدة في الحي.

 ويشير الأحمد أنه بالنسبة لوضع أبو وسيم، فهو صعب للغاية، وقد تم تأمين البيت له بشكل مجاني من أحد الأهالي ويتلقى مساعدات مع عمله الذي يكسب فيه بلتر الوقود 25 ليرة سورية، طبعاً لا تكفي 7 أطفال وزوجته, حاله حال السواد الأعظم من السوريين في المناطق المحاصرة.

ترك تعليق

التعليق