أمطار درعا الأخيرة.. نعمة على البعض وحسرة في قلوب البعض الآخر


أدت الأمطار التي شهدتها محافظة درعا في الفترة السابقة، بعد انحسار دام أكثر من شهر, إلى تجدد آمال المزارعين بموسم زرعي جيد، حيث باشر مزارعو المحافظة بحرث أراضيهم الزراعية وغرسها بالمحاصيل الشتوية، كالقمح والشعير, المحصولين الزراعيين اللذين تشتهر بزراعتهما المحافظة.

وأشار المهندس الزراعي، عربي المحمد، إلى أن "الأمطار الأخيرة تجاوز حجمها أكثر من 350 ملم، وهو ما يبشر بموسم زراعي مقبول وخاصة للزراعات الشتوية والحقلية"، لافتاً إلى أن الموسم مازال في بدايته وأن أكثر ما يعول عليه المزارعون, هي  الأمطار القادمة في شهري آذار ونيسان حيث أن شتوة نيسان ضرورية جداً لنمو المحصول ونجاحه.
 
وأكد المحمد أن "الأمطار الأخيرة  التي شهدتها معظم مناطق المحافظة أسهمت بشكل كبير في تحسين المراعي، وإنبات شجيرات رعوية ستؤمن للثروة الحيوانية الغذاء إلى فترة جيدة، ما سيخفف عن المربين شراء الأعلاف التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، ورفعت معها مشتقات الحليب التي وصلت إلى أرقام غير مسبوقة حيث بلغ سعر الكيلو غرام من الحليب نحو 150 ليرة سورية، واللبن الرائب 200 ليرة سورية واللبن المصفى800 ل س، فيما بلغت الأجبان العادية نحو 900 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد"، لافتاً إلى أن هذه الأسعار تعتبر مرتفعة جداً في مناطق زراعية يعمل الكثير من سكانها بتربية الثروة الحيوانية إضافة إلى عملها الزراعي.

من جهته قال المهندس الزراعي عبد اللطيف، إن "الأمطار الأخيرة ستحسن من واقع الحراج الطبيعية والصناعية وستساعد على نمو الأشجار التي تم قطع أجزاء منها للتدفئة، ولاسيما أحراج المنطقة الغربية من المحافظة حيث أعادت الأمطار الهاطلة منذ بداية الشتاء اللون الأخضر إليها، ما يؤكد إعادة نموها من جديد حيث سيعود لها دورها في تحسين البيئة"، كما قال.

وأشار إلى أن "حياة المواطن في هذه المناطق ووضعه الاقتصادي، مرتبط إلى حد كبير بالأمطار والزراعة"، لافتاً إلى أن الأمطار حركت الأسواق بشكل عام ولاسيما أسواق البذار والأسمدة، حيث باشر المزارعون بشراء الأسمدة والمبيدات الحشرية، رغم ارتفاع أسعارها، لضمان نمو المحاصيل الزراعية وتحسين إنتاجيتها".

وقال المزارع عثمان 80 عاماً، "الحمد لله على كل حال، لقد ضمنا الموسم وسنؤمن لقمة عيشنا والأمان بالله"،مضيفاً أن "الأمطار الهاطلة إن تبعتها مطرة نيسان وهي ضرورية جداً، سيكون الفلاح في مأمن من الجوع ويكون قد تأمن محصوله، ولكن نطلب الرحمة من الله عز و جل أن تبقى مناطقنا محمية رغم الحصار، و ألا نكون هدفاً من جديد لقوات النظام والطيران الحربي الروسي الذي قتل وشرد الناس وهدم المنازل في مناطق أخرى"، حسب وصفه.

الأمطار الأخيرة أسعدت سكان المناطق البعيدة عن مواقع تمركز قوات النظام، لكنها لم تؤد إلى ذلك في المناطق القريبة منه، وقال المزارع عبد الرحمن من ابطع، "معروف أن مناطقنا غنية بالأراضي الزراعية الخصبة، ولكن كيف سنزرع ونحصد في ظل الاستهداف اليومي لنا؟، لقد تركنا أرضنا بوراً ورحلنا عنها، وفعل الكثيرون مثلنا في مناطق قريبة لقوات النظام والمرتزقة, مثل أهلنا في الشيخ مسكين وداعل وغيرها ما يعني خروج الكثير من الأراضي الزراعية من دورة الإنتاج الزراعي"، مشيراً إلى "أن هذا الواقع سيعقد من ظروفنا الاقتصادية والمعيشية"، كما قال.
 
من جهته، أكد فخري، وهو مزارع خضار، أن "الأمطار الأخيرة حسنت من وضع السدود والتخزين المائي, وهذا سيهم في إنجاح الزراعات الصيفية، ولا سيما الخضار كالبندورة، المحصول الأبرز في المحافظة"، منوهاً إلى أن قلة الإنتاج من هذه المادة في الموسم  الماضي أدى إلى ارتفاعها بشكل جنوني، حيث وصل الكيلو غرام منها إلى نحو 400 ليرة سورية.

وقال: "لم أتوقع أن يشترى المواطن البندورة في مناطقنا بالحبة الواحدة والحبتين، وتصل قيمة الحبة المتوسطة في هذه الأيام إلى خمسين ليرة سورية".
 
عدي، تاجر مواد استهلاكية، قال إن الأمطار حركت الأسواق قليلاً، وأن الفلاح أخرج ما كان يدخره من أموال للظروف الطارئة، والأكثر صعوبة، لكن ظروف الناس بشكل عام صعبة جداً، ولأسعار ترتفع بشكل كبير، فقد وصل طبق البيض في المناطق المحررة إلى 1000 ليرة سورية، وسعر البيضة الواحدة إلى 40 ليرة  سورية، مضيفاً أن الأسعار مرتبطة بالدولار، والدولار مرتبط بما يتحقق من انجازات عسكرية وميدانية للثوار، حيث بات الدولار الذي كانت درعا تعتبر المحافظة الأولى في تأمينه غير متواجد كما في الماضي".

ترك تعليق

التعليق