اقتصاديات.. حقاً إنكم مخرفون


سعادة غامرة يعيشها إعلام النظام مع ارتفاع الدولار إلى أكثر من 440 ليرة، في ظاهرة فريدة من نوعها.. فكيف تسنى لهؤلاء المجانين أن يروا في دمارة الليرة وارتفاعها لأعلى مستوى في تاريخها على أنه بشرة خير..؟!
   
التفسير الذي يحاول هذا الإعلام إقناع جمهوره به، هو ما قدمه مصرف النظام المركزي، من أن ذلك دليل على نهاية "الأزمة السورية"، إذ أن الارتفاع سببه هذه المرة "هروب عشرات الآلاف من المسلحين مع أسرهم ما زاد الطلب على الدولار لتأمين مصاريف الهروب"، و هذا ما دفع "قيادات المسلحين وداعميهم في المناطق التي يستولون أو كان يستولون عليها الى بيع ممتلكاتهم وتهريب أموالهم وعائلاتهم في رحلة اللاعودة".

وتتابع وسائل إعلام النظام الحديث عن هذا الهروب بالأرقام حيث تشير إلى أنه "منذ فك الحصار عن نبل والزهراء، عبر الحدود التركية أكثر من 70 ألف من عوائل المسلحين وهذا خلق طلباً كبيراً على الدّولار.. إذ تقدر حجم الأموال التي سحبت خلال الفترة الماضية في مدينة حلب ومحيطها بأكثر من 200 مليون دولار ما شكل ضغطاً حقيقياً على الليرة".

وأما موضوع "الفرح" بالهبوط، فهو يشبه من يتلقى المصيبة بالضحك، بدل البكاء، وذلك من شدة الصدمة.. لأنهم يدركون في قرارة أجهزتهم الاقتصادية بأن سوريا باتت أرضاً "يباب"، لم تعد تصلح، لا للزرع ولا للضرع.. وفوق الموتة عصة قبر.. حتى رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي الذي لطالما عرف بخفته، لم يقنعه هذا التفسير، حيث كتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك" ساخراً: "حسب التفسيرات الرسمية لهبوط الليرة.. نستنتج أنه لأول مرة في تاريخ الأمم والحروب، انتصارات الجيش الوطني يصحبها هبوط في العملة الوطنية..!!".
 
لذلك بعد موجة الضحك العارمة عادت هذه الوسائل لتسأل من جديد "إذا كان هروب المسلحين وعائلاتهم في الشمال نحو الحدود التركية هو السبب في الانخفاض الحاد الذي شهدته الليرة خلال اليومين السابقين، فهذا يعني أن تحرير الجيش قريباً لمحافظتي إدلب ودرعا يعني أن الليرة ستكون على موعد مع انخفاض أقسى وأخطر، لاسيما مع الأعداد الكبيرة من المسلحين، والتي لن تجد خياراً سوى الهروب نحو تركيا والأردن"..؟!

برأيي أن التفسير الحقيقي لانهيار الليرة السورية على هذا النحو الكبير، والذي تحاول أن تبتعد عنه أجهزة النظام كافة، هو التدخل الروسي قبل نحو ثلاثة أشهر.. لقد شهدت هذه الفترة أكبر نسبة هبوط في الليرة، فقدت "نحو 100 ليرة " من قيمتها، ما يفسر بأن جزءاً من أرصدة المركزي تم تحويلها لتغطية نفقات العمليات الروسية بحسب ما أشيع قبل فترة.. والنظام أعلم..!!

ترك تعليق

التعليق