اقتصاديات.. عندما يتقمص فارس الشهابي شخصية "أبو فراس الحمداني"


على صفحته في "فيسبوك"، يحاول فارس الشهابي أن يتقمص شخصية "أبو فراس الحمداني" في قصيدته (أراك عصي الدمع)، الذي يتخيل أحد زملاءه في السجن يهتم لحاله ويسأله عن مصدر صلابته، وكأنه لم يعرف العشق أبداً، بينما كان أبو فراس يقضي محكوميته بالسجن الانفرادي..!!

 كذلك يفعل فارس الشهابي، يتخيل الناس كلها تستشيره في شؤون البلد الاقتصادية وكيفية تحسين سعر الصرف، فيرد عليهم بتواضع لم يعرف عنه من قبل، "لست بمصرفي ولا أفهم كثيراً في تعقيدات النقد، ولكني ابن الشارع الصناعي وأعرف جيداً كيف المستثمر والمنتج والموزع والبائع والمواطن في الأسواق"، وهو في هذا المقطع يذكرنا بأبي فراس الحمداني عندما يسأله زميله المتخيل في السجن: "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر، أما للهوى نهي عليك ولا أمر؟، فيرد عليه أبا فراس: بلى أنا مشتاق وعندي لوعة، ولكن مثلي لا يذاع له سر".

   ثم يغرد فارس الشهابي متابعاً معلقته على "فيسبوك": "برأيي الشخصي المتواضع، تتحسن أسعار الصرف عندما يخف الضغط على الدولار في الأسواق، إما عبر توفره أكثر أو عبر تخفيض الطلب عليه، أو الاثنان معاً".

  ثم لا يلبث أن يبتعد فارس الشهابي عن روح أبي فراس الحمداني، ليقع في الإسفاف والكلام الممجوج في عودة متوقعة لمعدنه الصناعي، فيزيد في التفسير، "وباعتبارنا لا نصدر القمح والنفط والقطن ولا نستقطب السياح، فالطريقة المتبقية لدينا هي تصدير إنتاجنا الزرعي والصناعي... ولكي نصدر لا بد أن ننتج أولاً!!!"، ويتابع بدرره: "كلام بلا معنى عن الخطوات التي يجب اتباعها بسرعة الضوء لزيادة الإنتاج الزاعي والصناعي، وكل ذلك من أجل أن يتحسن سعر الصرف!!!".

  لقد فشل فارس الشهابي في أن يجاري ابن مدينته أبو فراس الحمداني إلا في المطلع.. وهي محاولة ثقافية جريئة منه، فهي على الأقل أخرجته من التوصيف الذي  كان يقال بحقه، بأنه تم فلته وربط غيره، بينما هو يستحق الربط.. أعتقد أنه أصبح الآن يستحق الفلت لكن لايزال بحاجة للمراقبة.

ترك تعليق

التعليق