"كلوا هوا".. هكذا يجيب بائع من يسأل بدمشق: "ماذا نأكل؟"

بالرغم من لهجة النظام المرتفعة هذه الأيام بعد ما أسماه (انتصارات)، واتساع رقعة المعركة على المعارضة من روسيا بالتواطؤ مع أمريكا، ومحاولة إجهاض الثورة السورية كما يحلمون، إلا أن كل هذا لم يصب في خانة قدرة هذا النظام وحكومته على تحقيق قدر قليل من الاستقرار للسوق المحلية التي يحكمها، ولا التأثير على سعر صرف الليرة المنهار.

غالي.. وبلا جودة

الأسواق ليست خاوية من السلع بل على العكس متوفرة ولكنها تخضع لعاملي الغلاء والجودة السيئة، والمواطن يتلمس جيوبه مع كل كيلو غرام يشتريه لبيته، وكل الباعة متفقون على أن الدولار أحرق الأسعار بينما الحكومة الضائعة صامتة وتعد المواطن بالتدخل.

الأسعار لم تتغير بالرغم من دخول مواسم الزراعات الصغيرة، والمنتج المحلي متوفر، ولكن لكل شكواه فالفلاح أو ما بقي من فلاحين يشكون من ندرة الموسم المطري، وغلاء أسعار المحروقات وعدم توفرها فالموسم يخسر معهم، وبالكاد يتمكنون من جمع ما تحتاجه عجلة الإنتاج الغالية.

في سوق البرامكة الشعبي الصغير يمكن أن تحصل على عينة عشوائية مما يباع، فالكوسا ما زالت متسيدة أسعار الخضار 750 ليرة للكغ الواحد، فيما وصل سعر كيلو البندورة بين 350-400 ليرة للكغ الواحد،  الخيار 400 ليرة، الباذنجان 400  ليرة، كيلو البطاطا 200 ليرة، والزهرة 150 ليرة، بينما الفليفلة 400 ليرة سورية.

ما يميز هذه البضائع رغم غلائها أنها ذات جودة سيئة، وهذا بسب ظروف النقل والحفظ وتعرضها للتفتيش من قبل الحواجز العسكرية التي تقتطع حصتها وهذا من أسباب ارتفاع سعرها.

الفواكه مؤجلة

يقول أبو ياسر، وهو من مواطني كفرسوسة، الحي الدمشقي: "الفواكه مؤجلة ليوم الفرج، وهي لم تعد أولوية فالحرب أخذت منا كل شيء، الأولوية لمدارس الأولاد ورغيف الخبز".

الفواكه التي بموسمها كالبرتقال من المفترض أن تكون رخيصة، ولكن النظام آثر تصدير الحمضيات بأنواعها للإيرانيين والروس الذين يدعمونه فهم أولى بخيرات البلد من أبناء البلد.

أما الأسعار فهي ليست بالرخيصة ولا بالمقبولة، الموز الكيلو 350 ليرة، والتفاح بـ250 ليرة، وكيلو البرتقال بـ125 ليرة.

اللحوم .. زيادات دورية

كافة أنواع اللحوم غالية، والمواطن وضعها في خانة الرفاهيات، فسوق اللحم في المرجة أو في باب السريجة صار من الأسواق التي لا يحبذ المواطن دخولها، وحتى السمك المجفف لم يعد على مقاس جيبه، فبعد أن وصل كيلو اللحم البلدي 4500 ليرة صارت القصة صعبة على المواطن، وآثر استبدالها بأصناف أخرى ولكنها هي أيضاً مرتفعة السعر.. فعلى سبيل المثال بلغ سعر كيلو الفروج 750 ليرة، والشرحات 1250 ليرة، والدبابيس بـ800 ليرة، وسودة الفروج بـ1200 ليرة، وسودة الغنم وصل سعر الكيلو 2500 ليرة.

المواطن.. "يأكل الهواء"

هذا ما قاله أحد الباعة لسيدة اعترضت على الأسعار، وصرخت (شو بدنا ناكل) فكانت الإجابة التي تعكس واقع الحال (كلوا هوا) وهذا هو ما يحصل للشعب السوري الذي بات جائعاً داخل بيته وخارجه، وداخل وطنه وخارجه بسبب نظام دمر كل مقومات حياة السوريين، ولا يقدم لهم سوى الكذب والوعود المطاطة فيما اقتصاده ينهار يوماً بعد آخر.

ترك تعليق

التعليق