موسم البطاطا في ريف حلب الشمالي.. بخبر كان


 أربكت المعارك التي يشهدها الريف الشمالي الحلبي، المزارعين المحليين، وأثارت مخاوفهم، وخصوصاً مزارعي "محصول البطاطا" منهم على وجه التحديد.

 ويشتهر الريف الحلبي بإنتاج محصول البطاطا بكميات وافرة، واعتاد مزارعو البطاطا على تجهيز حقولهم عبر رش الأسمدة العضوية والكيماوية في مثل هذه الأيام من كل عام تحضيراً لبدء الموسم الصيفي، غير أن الظروف الأمنية الطارئة، المتمثلة بتقدم قوات النظام من جهة، والوحدات الكردية "PYD" وحليفها ما يسمى بـ"جيش الثوار" من جهة أخرى، دفع بالمزارعين إلى العزوف عن الزراعة في الموسم المقبل.

وقال المزارع محمد ناصر لـ"اقتصاد"، "من المستبعد أن يزرع محصول البطاطا هذه السنة في ريف حلب الشمالي، لأن زراعة البطاطا تتطلب عناية خاصة، وإشراف مباشر ويومي، وهذا مستحيل في هذه الظروف".

 وأضاف ناصر "العمل بزراعة البطاطا يعتبر مصدر دخل رئيسي للأهالي هنا، وكان مسؤولاً عن توفير الكثير من فرص العمل، لكن غلاء الأسمدة والمحروقات والبذار المحسنة "الإكثار"، قلص من جحم المساحات في المواسم الماضية"، وزاد "عموماً كان الوضع مقبولاً نوعاً ما في المواسم الماضية، أما في هذا الموسم فالأمر مختلف تماماً، لأن الوضع كارثي في الوقت الراهن".

 من جهة ثانية، رجح مدير الخزن والتسويق في المؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة المؤقتة، المهندس واصف الزاب، أن يتكبد المزارعين في الريف الشمالي خسائر كبيرة، وقال لـ"اقتصاد" إن "وقوع آلاف الهكتارات المزروعة بمحاصيل القمح والبقوليات في مناطق خرجت عن السيطرة بعد تقدم الوحدات الكردية، ينذر بخسارات فادحة".

وحذر الزاب من سيطرة "الوحدات" الكردية على مساحات القمح المزروعة، أسوة بما فعلت في مناطق في محافظة الحسكة، عقب طرد تنظيم الدولة منها، والأهالي على حد سواء.

وفي سياق الخسارات التي تكبدها القطاع الزراعي في المنطقة أيضاً، أكد المدير السابق لمكتب الزراعة في مجلس محافظة حلب الحرة، المهندس محمود الشمالي، تخريب ونهب منشأة العلقمية لإنتاج غراس الزيتون والكرمة.

وأوضح الحلبي في تصريحات لـ"اقتصاد"، "تقع هذه المنشأة المجهزة للأغراض العلمية، بالقرب من مدينة اعزاز، وهي مزودة ببيت زجاجي لاستكمال مراحل انتاج غراس الزيتون، ومساحة حقولها المملوكة للدولة تقدر بحوالي 650 هكتار، وفيها أمهات الأشجار المتنوعة".

 وبحسب الحلبي، فقد تم نهب هذه المنشأة على مرحلتين، الأولى كانت على يد "جبهة النصرة" التي كانت تسيطر عليها قبل انسحابها من الريف الشمالي إلى حلب، والثانية على أيدي "الوحدات" الكردية في الوقت الراهن.

ترك تعليق

التعليق