النظام يعمل على هدنة مع معضمية الشام.. "تكون نموذجاً للهدن بسوريا"

تقوم فعاليات من داخل معضمية الشام بتوزيع سلات غذائية قدمتها الأمم المتحدة كدعم للمدنيين المحاصرين منذ شهرين في المدينة.

ودخلت قوافل المساعدات مساء الأربعاء الماضي حيث أفرغت محتوياتها في مستودعات المدينة ليتكفل الثوار بتوزيعها على 45 ألف مدني أي ما يقارب ثمانية آلاف أسرة.

وقال أحد المسؤولين عن التوزيع إن أكثر من أربعة آلاف سلة غذائية دخلت إلى المدينة.

وأضاف أبو بكر الرفاعي رئيس مشروع "إن تنصروا الله ينصركم"، إنه وجماعته المعروفة بهذا الاسم يقومون بحراسة ثمانية آلاف وأربعمائة كيس من الطحين الأممي الذي دخل يوم الأربعاء.

وقال الرفاعي خلال تصريح لـ "اقتصاد": "كيس الطحين يزن 15 كيلو غراماً، نحن نقوم بحراسته وصيانته من عبث العابثين إلى أن يحين وقت توزيعه على الأهالي بالتساوي".

وتشمل الحصة الموزعة: "5 كغ من البرغل و5 كغ فاصولياء و10 كغ رز و 5 كغ حمص و 1 كيلو معكرونة و 4 ليترات من الزيت النباتي".

وأُغلق معبر المعضمية في نهاية العام الماضي ومنع النظام دخول وخروج الأهالي حتى الموظفين.

وتعاني المدينة من خطر الجوع الذي يهدد أبناءها حيث نفدت المواد الغذائية نتيجة الحصارات المتتالية، وتتعرض أسر كثيرة لسوء التغذية.

ويقول محمود (45 عاماً) وهو أحد مدنيي المدينة لـ "اقتصاد": "لم يتبق لدي أي شيء على الإطلاق، لقد نفدت مؤوتني بالكامل وأنا أنتظر دوري في المعونة".

وحالة محمود تنطبق على المئات من أهالي المدينة الذين ينتظرون بفارغ الصبر تسلم حصصهم من المعونة.

وقالت مصادر من داخل المدينة لـ "اقتصاد" إن نصف كمية السلل الأممية دخلت حتى هذه اللحظة.

وأضافت: "من المتوقع دخول القسم الآخر في أي وقت".

 قطاعات منظمة

وفور دخول القوافل الأممية قامت لجان تابعة لثوار المدينة بتنظيم توزيعها، حيث قسمت المدينة لعشر قطاعات وبذلك يتسنى للمدنيين استلام حصتهم عن طريقها.

وخلال جولة لـ "اقتصاد" بدا من الواضح حجم التنظيم الكبير لعملية التوزيع.

يذكر أن النظام فصل بين داريا ومعضمية الشام وفرض حصاراً كاملاً على المدينتين، مطالباً الأخيرة بتنفيذ مطالبه مقابل فتح المعبر وإخراج المعتقلين.

هدنة جديدة على وشك التطبيق

وحصل موقع "اقتصاد" على معلومات أولية بخصوص هدنة جديدة قيد التطبيق في المدينة.

وقال مصدر مطلع لـ "اقتصاد"  إن هدنة جديدة يعمل عليها النظام في مدينة معضمية الشام.

وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن "القصر الجمهوري فوض العميد في الفرقة الرابعة والمسؤول عن هدنة المدينة غسان بلال، بالاتفاق على هدنة جديدة تكون نموذجاً للهدن في سوريا".

وأضاف لـ "اقتصاد": "على الفور أرسل غسان بلال مندوباً عنه ليعرض على لجنة خماسية من ثوار المدينة مطالب النظام واعداً بفتح معبر المدينة بالكامل، إضافة لإعادة الخدمات وإطلاق سراح المعتقلين"، بحسب المصدر.

وحول مطالب النظام، أوضح المصدر أنها: "تشكيل لجان شعبية مشتركة مع النظام، ورجوع موظفي المدينة إلى أعمالهم، وتسوية أوضاع الأهالي، إضافة لدخول مؤسسات الدولة من مخفر وبلدية وغيرها"، على حد تعبيره.

ولم تتبين ردود المفاوضين من أهل المدينة حول هذه المطالب، كما لم نتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومات بشكل تام من مصدر رسمي.

وتبقى مسألة الهدنة في المعضمية مجهولة تقريباً لكنها غير مجمدة على كل حال.

ترك تعليق

التعليق