اقتصاديات.. الهيئة كانت نائمة، لعن الله من أيقظها

بين الفترة والأخرى، يصحو أحد النائمين منذ زمن طويل، ليذكرك بأنه لازال على قيد الوجود، فتأتي صحوته على شكل هذيان..  عندها تتمنى لو أنه بقي نائماً ولم يصحُ أبداً..
 
أحد هؤلاء النائمون الذين صحوا مؤخراً، هو الهيئة العامة للاستثمار، حيث يقول الخبر أنها أطلقت خدمة جديدة "لتسهيل التواصل والتفاعل مع المستثمرين تطبيقاً لرؤيتها بشأن زيادة معايير الشفافية والموثوقية "..!!
 
عن أي استثمار تتحدث الهيئة..؟، ومن هم هؤلاء المستثمرين الذين تريد أن تزيد التواصل والتفاعل معهم..؟!!

أليس في النظام من بوجهه ولو قليل من الدم، ليقول للهيئة، إكراماً لمشاعر السوريين الذين لازالوا تحت حكمهم، أن تنام إلى أجل غير مسمى.. لأن صحوتها تثير اشمئزازهم وسط كل هذا الدمار والخراب والرحيل الجماعي لأبناء البلد الأصليين..؟!  

رحم الله هيئة الاستثمار عندما كان يرأسها الدكتور أحمد عبد العزيز، الذي تولى منصب محافظ حماة في بداية الأحداث وجرت إقالته لأنه اعترض على مواجهة ثورة شعبها بالعنف.. كانت الهيئة على عهده، كلها كرامة وأخلاق.. وكان الرجل منذ ذلك الوقت لا يخفي امتعاضه مما يجري في واقع الاستثمار في البلد.. كنت قريباً منه كما كل الصحفيين الذين لا ينتمون إلى طائفة النظام.. وهو ما أزعج مخابرات النظام وكاد يتهم بالطائفية والعنصرية يومها..
 
قال لي في ذلك الوقت، لو أن الاستثمار في سوريا كله بيد هيئة الاستثمار لكانت الأمور بألف خير، غير أن هناك الكثير من المتدخلين، وغالباً ما كانت الهيئة آخر من يعلم بالمشاريع التي يتم الاتفاق عليها..
 
أظن أن هيئة الاستثمار السورية اليوم لم تصحو من تلقاء نفسها.. لأنه لديها ألف سبب للنوم، ولكن ليس لديها سبب واحد لصحوتها.. لعن الله من أيقظها..!!

ترك تعليق

التعليق