فقدان اللاجئين السوريين في الطريق إلى أوروبا.. بين الغياب والتغييب

"كرم آقبيق" شاب سوري من مواليد دمشق 1996 كان في طريقه إلى ألمانيا قبل أن يختفي أثره عند محطة وقود على الحدود الهنغارية الصربية بتاريخ 9 أيلول سبتمبر/2015، ولا يزال مجهول المصير إلى الآن.

كرم واحد من آلاف اللاجئين السوريين الذين فُقد أثرهم سواء في البحر أو على الحدود البرية للدول التي مروا بها، والبعض منهم اعتقلوا من قبل سلطات تلك الدول فأصبحوا بحكم المغيّبين قسرياً.

 ويقّدر ناشطون عدد المختفين في صفوف اللاجئين بما لا يقل عن 60 شخصاً شهرياً أي بمعدل اختفاء شخصين يومياً.

"رافع عبارة"، صيدلي سوري من حمص أنشأ على موقع " فيسبوك" صفحة بعنوان "الإنقاذ البحري" خصّصها لتتبّع هؤلاء المفقودين ومحاولة الوصول إليهم أو معرفة مصيرهم، أشار في حديث لـ"اقتصاد" إلى أن هناك أشكالاً عديدة لفقدان اللاجئين السوريين ومنها الغرق في البحر لأن أكثر القوارب في الشتاء قد تتعرض للغرق بسبب ارتفاع الموج وفي هذه الحالة يتم فقدان العديد من الأشخاص في البحر بسبب الغرق وفي حالات أخرى عندما يتم إنقاذ قارب من قبل الخفر التركي يتم أخذهم إلى التحقيق ويتم اعتقال سائق البلم، وتمتلىء السجون اليونانية بالمهاجرين السوريين المفقودين ممن يتم احتجازهم ووضعهم في السجون ويُمنع عليهم التواصل مع أهاليهم، وحتى مفوضية اللاجئين تُمنع من السؤال عنهم.

وأضاف: "تطال مشكلة الفقدان أطفال اللاجئين فعند غرق أحد القوارب على السواحل اليونانية مثلاً ووفاة الأم أو الأب مثلاً يأخذ خفر السواحل الأطفال ويضعونهم في كامبات مغلقة بأثينا ولا يتم تسليمهم لأحد مهما كانت درجة القرابة بهم إلا لدى حضور الأهل بالذات سواء الأب أو الأم".

ويعتبر "عبارة" أن ما يزيد الأمر تعقيداً أن "اليونان لا تعطي فيزا للسوريين وتمنع دخولهم إليها وهنا لا يتمكن الأهل من الذهاب واستلام أطفالهم منها".

وثمة حالات أخرى للاختفاء والفقدان بالنسبة للاجئين السوريين إذ قد تعتقلهم السلطات بتهمة الدخول غير الشرعي، ويتم تفتيشهم ومصادرة وسائل الاتصال والنقود التي بحوزتهم وهنا- كما يقول محدثنا- لا يستطيعون التواصل مع أهاليهم للاستدلال على مكان احتجازهم، ويعتبرون بحكم المفقودين، وقد يُحكم عليهم ما بين أربعين يوماً و8 أشهر بتهمة الدخول غير الشرعي.

وروى الناشط رافع عبارة قصة واقعية حصلت معه عندما اعتقل بتهمة الدخول غير الشرعي في مقدونيا بسجن "غازي بابا" لمدة شهر مع انقطاع وسائل الاتصال كاملة مع الأهل.

غير أن أخطر حالات الاختفاء تلك المرتبطة بالخطف وتجارة الأعضاء التي تقوم بها مافيات في مقدونيا أو صربيا. وأوضح عبارة أن "أفراد هذه المافيات يحتالون على اللاجئين عن طريق إقناعهم من بعض سائقي السيارات العمومية الذين يعملون لصالح تجار الأعضاء والمافيات بحجة مساعدتهم وهنا تتم عملية الخطف والاختفاء".

ولفت محدثنا إلى أن "هناك حملات من البوليس التركي أو اليوناني مهمتها مراقبة المهربين ومكان تواجدهم وبعدها إلقاء القبض عليهم فقط".

وناشد الناشط "عبارة" دول العالم والأمم المتحدة فتح طرق آمنة للسوريين الهاربين من الموت.. السوريين الذين باعوا كل ما يملكون من أجل الوصول الى بلد آمن مع أطفالهم وإطلاق سراح كافة المعتقلين.

ترك تعليق

التعليق