تحت ضربات النظام والفصل عن داريا.. مصير الزراعة الشتوية في معضمية الشام بخطر

تداعيات كثيرة نجمت عن الفصل بين داريا ومعضمية الشام، لعل أبرزها تهجير مئات الأسر من المنطقة الجنوبية، لكن يتصدر المشهد المحلي بروز أزمة جديدة في المسألة الزراعية البالغة التعقيد والمجهولة المصير.

ما هو تأثير الفصل بين المدينتين على الزراعة الشتوية في معضمية الشام؟

وما هو مصير المحاصيل التي تتنوع بين القمح والشعير والبقوليات؟

خسارة كبيرة

سعى أبو محمد (55 عاماً) لجني محصول من القمح يكفيه وأسرته كقوت ومؤونة لسنة كاملة.

واستطاع أبو محمد التغلب على الصعوبات التي تواجه الزراعة في مدينته المحاصرة حيث حرث أرضه بدون استخدام المحراث الآلي، واعتمد على الخلطة المستخرجة من البلاستيك عوضاً عن مادة المازوت النادرة الوجود.

لكن مشروع الرجل لم يكتمل بسبب تردي الوضع الأمني ودخول جيش النظام إلى المنطقة الواقعة بين داريا ومعضمية.

ويعلق أبو محمد قائلاً: "لقد ذهب كل شيء أدراج الرياح!".


 ما هي المشكلة؟

تعتبر المنطقة الغربية والجزء الذي يلي السكن من المنطقة الجنوبية للمدينة منطقة زراعية بامتياز، حيث تضم معظم أراضي المدينة وبساتينها المليئة بشجر الزيتون الشهير.

وفي البساتين تتوزع آبار المياه المحفورة سابقاً لسقي المزروعات والمحاصيل المتنوعة.

يقول أبو أحمد (51 عاماً) لـ "اقتصاد" إن الجيش بسيطرته على طريق مروان أشرف على معظم بساتين المدينة.

ويتابع: "المعارك الضارية التي حدثت في المنطقة خربت محاصيل القمح والشعير".


ضربة كبيرة للزراعة

فلاح آخر ويدعى أبو مروان (42 عاماً) زرع محصولاً متواضعاً من الشعير في المنطقة الغربية، ومع أن جيش النظام لم يصل إلى تلك المنطقة فقد برزت مشكلة أخرى هنا؛ يقول أبو مروان لـ "اقتصاد": "بساتين كثيرة خربت بسبب المعارك، وفي المقابل بساتين كثيرة لا يمكن الوصول إليها بسبب توغل الجيش وقصف مدفعية الجبل".

ويعلق أبو مروان قائلاً: "كنا نريد إنتاج محاصيل تكفي أبناء المدينة خلال الحصار لكن النظام دمر معظمها للأسف".


 قصف على المنطقة الجنوبية

بعد انتهاء جيش النظام من عملياته في المنطقة وبعد تمكنه من الفصل نهائياً بين المدينتين الشقيقتين، أعلن عن وقف إطلاق النار، لكنه كان قد دمر نصف كيلو من البيوت السكنية تحت الساتر من طرفي المعضمية ليحمي نطاق تمركزه.

حالات قصف بالمدفعية حدثت منذ عدة أيام على غربي المدينة حتى بعد وقف إطلاق النار.

أحد نشطاء المدينة أوضح لـ "اقتصاد" سقوط شهيدين وعدد من الجرحى نتيجة قصف الجيش لتجمع الأهالي في منطقة البساتين.

وقال الناشط وائل: "النظام لا يسمح للأهالي بالعودة إلى بيوتهم ومحاصيلهم وزيتونهم، إنهم مهددون بالقصف في أي لحظة"، على حد تعبيره.

وأشار الناشط إلى حدوث عدة حالات قصف من هذا النوع بعد وقف إطلاق النار.


 وفي الختام

بإمكان المتابع للمشهد الداخلي لمدينة معضمية الشام أن يقرر حدوث أزمة كبيرة في الزراعة ومحاصيل القمح والشعير والفول وغيرها.

بل إن هذه الأزمة تجلت في تخريب معظم المحاصيل ليذهب عرق الفلاحين وتتبدد أموالهم التي بذلوها تحت مجنزرات دبابات (تي 72) وطلقات المدفعية الرابضة على جبال الفرقة الرابعة، والمعروفة قديماً بجبال معضمية الشام!


ترك تعليق

التعليق