لعنة الدولار تلاحق السوريين في مصر


أرخت أزمة الدولار التي ضربت الأسواق المصرية بظلالها على اللاجئين السوريين والذين بدورهم تأثروا بشكل كبير بهذه الأزمة التي طالت أسعار السلع الأساسية والغذائية وغيرها.
 
وبالتزامن مع أزمة الارتفاع الحاد للدولار الأمريكي أمام الجنية المصري، يشهد سوق القطع الأجنبي شحاً وندرة في وجود الدولار، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على تحويلات السوريين الواردة إلى مصر أو تلك الذاهبة إلى الداخل السوري.

وصحيح أن المعاناة الحالية لأزمة الدولار أثرت على المصريين كما هو الحال مع السوريين إلا أن أزمة السوريين كانت أعمق وأصعب وخصوصاً أن السواد الأعظم منهم يسكن بالإيجار ولديه مصروفات صحية وتعليمية وغذائية مختلفة.

نحصل على ثلاثة أسعار مختلفة

ويروي "محمد حسن"، تاجر منظفات، أن تذبذب سعر الدولار أدى بشكل أو بآخر إلى عدم وجوده بأسواق الصرف، وهناك مشاكل حقيقية لدى المستوردين، وحالياً يوجد سعرين للدولار ولا يوجد أي أولويات تمنح المصانع السيولة بالقطع الأجنبي من أجل الاستيراد.

 وأضاف "حسن" لـ "اقتصاد": "إن السوق المصري يشهد حالياً تقلبات كبيرة في أسعار الدولار ويمكن القول أنه في اليوم الواحد نحصل على ثلاثة أسعار مختلفة".

وبالمقابل يشكو عدد من الصناعيين السوريين من ارتفاع أسعار المواد الأولية، ويقول تاجر ومُصنّع مواد بلاستيكية سوري، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "إن هناك حالة من الجمود في أسواق المنتجات والحذر سيد الموقف إذ يخشى عدد كبير من الصناعيين أو التجار بيع منتجاتهم خوفاً من تغيير أسعارها من يوم لآخر لذلك فضل الكثير منهم التوقف عن عملية البيع أو الشراء ريثما تتضح الأسعار ويستقر سعر الدولار في السوق المصري".

ويُوضح "مرهف"، سوري مقيم بالقاهرة، أن أغلب السوريين ممن تتوفر لديهم مدخرات حتى لو كانت صغيرة يقومون بتحويلها من الجنيه إلى الدولار مع العلم أن أغلب مدخرات السوريين منذ العام 2013 بالدولار الأمريكي. وتابع مرهف: "إن أغلب البضائع في السوق المصري مستوردة ويتم شراؤها بالدولار لا بالجنيه، لذلك فإن التجار من السوريين لديهم سيولة من الدولار لشراء البضائع".

الصورة ليست رمادية تماماً

وفي السياق ذاته، لاحظ العديد من السوريين وخصوصاً المستفيدين من المساعدات الغذائية لبرنامج الغذاء العالمي، ارتفاع أسعار أغلب المواد الغذائية في المولات المصرية، بالتزامن مع ارتفاع أسعار صرف الدولار، وأكد العديد منهم لـ "اقتصاد" تخوفهم من استمرار ارتفاع أسعار الدولار الأمر الذي ينعكس سلباً على اللاجئين السوريين ويضيف عبئاً آخر على مشاكلهم في دول اللجوء.

لكن ليست الصورة رمادية تماماً، إذ أن بعض السوريين استفادوا من ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنية المصري، ولم يتأثروا كغيرهم من هذا الارتفاع، لأنهم يعتمدونَ على تحويلات ذويهم إما في دول الخليج العربي أو دول اللجوء في أوروبا.

ورصد موقع "اقتصاد" حالة السوق السوداء في مصر، والتي يعمل فيها عدد من التجار السوريين، حيث يمتنع أغلبهم عن بيع الدولار ويكتفون بشرائه، كما يقوم بعض أصحاب المصانع السورية بشراء الدولار بشكل مباشر من المواطنين وبأسعار أفضل من السوق السوداء بهدف توفير القطع اللازم لعملية الاستيراد والتي تتم بالدولار.

 يذكر أن سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في السوق السوداء لامس حاجز الـ 10 جنيهات خلال الأيام القليلة الماضية مع العلم أن سعر الدولار مقابل الجنيه في بداية العام 2013 كان يساوي 6.10 جنيه فقط أما اليوم فإن أزمة الدولار تتفاقم في ظل شح وندرة هذه العملة في السوق.

ترك تعليق

التعليق