اقتصاديات.. كشف البيان في تنقلات حيان سلمان


كان الدكتور حيان سلمان، معاون وزير الاقتصاد التابع للنظام، يعتقد أن الفارق ليس بكبير أن يلفظ الآخرون اسمه "حيوان"، بدل "حيان".. وكان يروي أن الكثير من طلبته في الجامعة كانوا يتقصدون تلحين اسمه ليبدو في منزلة لفظية بين حيان وحيوان.. كان يتساءل كثيراً، وكما عرفته، ما الذي كان يجول في ذهن والديه عندما قرروا تسميته حيان، وكيف أنهم لم يلحظوا هذا التشابه في اللفظ بينها وبين حيوان..؟، قال لي مرة أنه عندما كان تلميذاً في المدرسة كان "رفقاته" ينادونه حيوان ما كان يضطره لخوض الكثير من المعارك معهم، لذلك عندما أصبح شاباً قرر أن يتطوع في الجيش حتى يدفع الآخرون ثمن مجازفتهم إذا ما نادونه "حيوان"..!!

عقدة الاسم عند الدكتور حيان سلمان حولته إلى شخص عدواني، كان يلحظها كل من يجالسه لمدة تزيد عن عشر دقائق.. في أحد المرات كنت أستضيفه ورجل أعمال شهير، بعد اللقاء جلسنا في المقهى، وذهب هذا الرجل إلى الحمام، فأخذ حيان يسب على أمه وأخته، ثم عندما عاد طلب مني أن أحدثه ماذا قال عنه في غيابه وكيف أنه امتدح ذكائه..!!، ناهيك عن هذا الموقف.. كل من كان يحضر ندوات الثلاثاء الاقتصادي أو الاجتماعات التي يدعو إليها وزير المالية أو نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، كان يلحظ هذه العدوانية المتنامية في شخصية حيان تجاه الجميع.. وكان شرساً عندما يكون موضوع انتقاده أحد المسؤولين الحكوميين من غير الطائفة العلوية..
 
النظام من جهته، كان يعلم أن "حيان" ثروة طائفية لا يجب التفريط بها، وما كان يحول بينه وبين استلام أي منصب، هو هذه العدوانية الظاهرة على سلوكه وكلامه.. بينما كان يريد النظام من أزلامه أن يخفوا وجوههم الطائفية تحت الطاولة.. وهو ما لم يكن قادراً عليه "حيان" إطلاقاً..

لقد جرب النظام "حيان" في السابق، ووضعه مسؤولاً لشركة المطاط، وبحسب ما قيل أنه أفقر الشركة ونهبها عن بكرة أبيها، فأعاده النظام مدرساً إلى جامعة دمشق في كلية الاقتصاد..

عندما بدأت الثورة، شعر النظام بمدى الحاجة لشخصية عدوانية مثل "حيان"، لكن شخصاً مثله لا يمكن أن يكون وزيراً، فهو قادر على إفقار الوزارة في فترة لا تزيد عن ستة أشهر، وأن يخرج بلا محاسبة..!!، لذلك تم تعيينه معاوناً لوزير الاقتصاد مع الاستفادة من مواهبه التحليلية وبالذات جنوحه  الطائفي..!!

يقال أن وزير الاقتصاد الحالي، همام الجزائري، وصل به الأمر إلى مخاطبة بشار الأسد بشأن إزاحة "حيان" من الوزارة.. فهو شخص رخيص ومثير للعداوات، بالإضافة إلى أنه حاول أن يوهم الموظفين أنه هو صاحب القرار الأول والأخير في الوزارة، وأن الوزير ليس أكثر من واجهة.. فقام بشار بتحويل الأمر للقيادة القطرية وأجهزة المخابرات التي اتخذت قراراً أمس الأول بنقل حيان إلى وزارة الكهرباء.. وذلك بعد عدة أشهر من المداولات وبعد إقناع وزير الكهرباء أن حيان لا يفهم بمحطات التوليد والتحويل، فضلاً عن أن البلد ليس بها كهرباء من الأساس، لذلك لن يتدخل في شؤون الوزارة..!!

غير أنه في الحقيقة، نقل حيان إلى وزارة الكهرباء ترافق مع حادثة غريبة، وهي انقطاع الكهرباء عن كامل سوريا في سابقة لم تحدث منذ أكثر من 25 سنة، بحسب ما أشارت وسائل الإعلام، وهو ما اعتبره كثيرون "فأل شر" في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن تحسن الوضع الكهربائي في البلد..
 
فهل يكون حيان، هو أمير الظلام للمرحلة القادمة..؟!

ترك تعليق

التعليق