اقتصاديات.. "قرباط" الأعمال

 
منذ عدة أيام، كنت وأحد الأصدقاء نعد رجال الأعمال السوريين الذين انتموا للثورة، فلم نستطع أن نحصي سوى خمسة رجال والسادس اختلفنا على انتمائه، فهو لم يصدر عنه ما يشير إلى أنه منتمي، وبنفس الوقت لم يصدر عنه ما يؤكد ولائه للنظام، فقررنا تسميته بـ "القرباطي" رغم أن صديقي كان يفضل تسميته بـ "الرمادي"..!!
 
المعيار الذي يصنف من خلاله رجل الأعمال، هو كل من يمتلك مبلغاً أو أعمالاً تزيد قيمتها عن الـ 100 مليون دولار.. وفي سوريا هناك على الأقل أكثر من ألفي ذكر يملكون هذا المبلغ.. فهل يجوز عند الله أن لا نجد من بين هؤلاء سوى خمسة فقط ممن وقفوا إلى جانب ثورة شعبهم.. بينما الأغلبية أعلن صراحة ولائه للنظام، والقسم الآخر ظل صامتاً، ليحظى بتسمية رمادي..؟!

 من الذي قرر إطلاق هذه التسمية على هذا النوع من البشر؟.. وما الذي يدفعنا للقبول برماديتهم في الوقت الذي أعلنا فيه، أننا لن نقبل بأخ لنا يحمل هذه الصفة..؟!، هل لأنهم يملكون المال فقط..؟!، ومن قال أن هؤلاء سيكون فيهم خير لأهلهم وبلدهم بعد أن يتم التخلص من النظام..؟!
 
وجه الشبه بين رجال الأعمال والقرباط، بالأساس، كبير، وبدون أن يكون هناك ثورة شعب مظلوم وحقوق.. فما أدراك بمن قرر الهرب بأمواله ومعامله إلى خارج البلد ويحارب أخيه السوري في لقمة عيشه..؟!، أليس القرباط أشرف من هؤلاء ..؟!

قبل نحو ثلاثة سنوات كنت مسافراً من اسطنبول إلى مدينة تولوز الفرنسية، وكان يجلس في المقعد خلفي اثنان من رجال الأعمال الحلبيين.. طوال الطريق وهما يتحدثان عن المعامل والتجارة والبضاعة والأرباح، بينما كانت حلب تغلي في تلك الفترة، ولم يصدر عنهما أي وجع عما يحدث لمدينتهم.. التفت نحوهم وقلت لهم: يبدو أنكم من حلب، ما هي الأوضاع هناك.. الأخبار تشير إلى أنها مأساوية..؟، فرد أحدهم: خيو نحن ما دخلنا، مالنا علاقة .. !!

 ثم تابعا حديثهما عن "المصرات".

ترك تعليق

التعليق