اقتصاديات.. محمد حمشو، "اللعيب"

ليس مفاجئاً أن يترشح رجل الأعمال الدمشقي "محمد حمشو" لانتخابات مجلس الشعب، فهو يفعلها منذ 15 عاماً.. المفاجئ هو القائمة التي يريد أن يخوض فيها الانتخابات.. فقد عودنا أن يلفت الانتباه لانتمائه الديني في كل انتخابات، عن طريق "دحش" رجل دين معه باستمرار.. لكنه في هذه المرة خلت قائمته من أي عنصر ديني، واكتفى بزملائه من رجال الأعمال والرياضيين.. وهو سلوك يناسب المرحلة بامتياز..
 
حمشو لمن لا يعرفه، لو كان هناك تصنيف لرجال الأعمال الأنذال، لكان ترأس القائمة، ولو كان هناك تصنيف لمن يتسترون وراء الدين ويمارسون شتى أنواع الرذائل وهضم حقوق الآخرين، لكان أيضاً نال جائزة على ذلك..

لقد افتتن النظام بشخصية حمشو، منذ صعوده الأول كرجل أعمال لعيب.. فغض الطرف عن كل تجاوزاته، وسمح له بالتهرب الضريبي، وبهضم حقوق العاملين معه على عينك يا تاجر.. فعلى سبيل المثال، لم يكن في تلفزيون الدنيا سوى ستة موظفين فقط مسجلين في التأمينات الاجتماعية.. فهل يعقل أن يدير تلفزيون بالكامل ستة أشخاص..؟!

لقد قام الموظفون بإخبار وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في ذلك الوقت ديالا الحاج عارف، لدى استضافتها في مبنى التلفزيون، فكان ردها أنها لم تقل شيئاً على الإطلاق..

هكذا منح النظام محمد حمشو امتيازات غير طبيعية، فكان نموذجه للرجل السني الانتهازي، الذي يعيّر به أبناء الطائفة السنية..  بأن هذا وجه السحارة عندهم.. فهو على الرغم من أنه يمثل التيار الديني، إلا أنه بلا أخلاق..!!

اليوم يثبت حمشو أنه عند ظن النظام به، ومخالفاً بذلك رجل الدين، معاذ الخطيب، الذي اعتبر حمشو صديقاً للثورة وإن لم يدعمها بشكل مباشر..

فمرحى للنظام أنه ربح هكذا رجل، ومرحى للثورة أنها خسرته..

هامش: تضم قائمة حمشو التي أطلق عليها تسمية شام، ووصفتها وسائل إعلام النظام بأنها الأقوى، تضم: ماريا سعادة وطريف قوطرش وأنس زريم في القطاع "ب".. في حين ضمت القائمة في القطاع "أ" كل من سامر الأيوبي ومحمد أكرم العجلاني..