اقتصاديات.. لا شماتة بأخواننا في مناطق النظام، ولكن


شبه مؤكد، أن النظام أصبح مطمئناً إلى أن من لا يزال يحكمهم، لا يمكن أن يثوروا عليه مهما فعل بهم.. حتى لو جوعهم ودخل إلى غرف نومهم، سوف يعتبرون ذلك مساهمة منهم بصمود سيد الوطن..  كيف سيثورون، إذا كانوا بعد خمس سنوات من تقتيل وتهجير أخوانهم وتدمير بلدهم، لا تزال نخبهم تريد أن تضع البوط العسكري على رؤوسها..؟!

لذلك، وداعاً لمن يراهن اليوم على ثورة الجياع.. أقصى ما يستطيعون فعله هو الصراخ وسط لهيب الأسعار التي باتت تكوي جباههم ومؤخراتهم..

اللهم لا شماتة بأخواننا في الداخل، فلكل ظروفه التي منعته من أن يتخذ موقفاً.. لكن كنا نتمنى أن نسمع صراخهم عندما متنا بشتى أنواع الأسلحة، وهُجّرنا ودمرت بيوتنا.. كنا نتمنى احتجاجاً صامتاً منهم عندما مات أهل مضايا من الجوع، وأكل أهل المخيم القطط والكلاب، وهم على بعد عشر دقائق منهم مشياً على الأقدام.. ألم نكن نستحق منهم ولو صرخة واحدة..؟!

ومع ذلك، فإننا نتابع بحرقة، صراخ أخواننا في الداخل وهم يتألمون، ويتحدثون عن معدهم الخاوية، إلا من بعض الحشائش الرخيصة.. كنا نتمنى منكم لو شاركتم بثورتنا وانتفضتم معنا، لكنا اليوم جميعاً أكثر حرية..  وبهذه المناسبة نريد أن نخبركم ما يخطط له النظام في سبيل التضحية بكم:

هل تعلمون أن أديب ميالة حالياً في كوبا، ويوقّع اتفاقيات معها لاستيراد الأدوية..؟، منذ متى كان حاكم المصرف المركزي هو من يقود هذه المهام..؟!، هذا يعني أنه لم يعد يثق بأحد ولا يريد أن يطلع على ما تبقى من رصيد في خزائن المركزي الخاوية سوى خازنها..!!

هل تعلمون أن 80 من المترشحين لمجلس الشعب، هم من عتاة الفاسدين في النظام.. وذلك من أجل أن يلغي وجودكم بالكامل..؟!

هل تابعتم تسريبات بنما، التي تؤكد أن قياداتكم الحكيمة، قامت بتهريب أموالها إلى الخارج، بينما أنتم تصارعون الغلاء والجوع والحرمان..؟!

هل تابعتم تسريب أبناء الطائقة العلوية ومشايخها الذين يريدون التبرؤ من النظام..؟!

بكل الأحوال، هذا ليس إلا غيض من فيض.. والباقي بكل تأكيد تعرفونه أكثر من غيركم.. فأنتم أبناء الألم المضاعف، الذي ينطبق عليه المثل القائل، "فوق الموتة، عصة قبر"..

ترك تعليق

التعليق