إلى أثرياء السوريين المُتألمين حيال ما يحدث شرق حلب.. تحركوا عاجلاً


فيما تتواصل مشاهد المجزرة البشعة الجارية الآن في شرقي حلب، وسط صمت مُريبٍ من القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، يطرح كثير من السوريين على أنفسهم التساؤل الآتي: ماذا نستطيع أن نفعل؟

وبعيداً عن الصور المُخزية لاحتفالات بعض السوريين، بما وصفوه بـ "النصر"، يعتمل الألم في صدور ملايين السوريين الآخرين، في الداخل، وحول العالم، بمرارة يفاقهما العجز، بعد أن تخلى الأصدقاء والحلفاء، عنّا، قبل أن يتكالب علينا الأعداء.

في هذه الأثناء، طرح العديد من النشطاء السياسيين والإعلاميين السوريين، أفكاراً يمكن للسوريين القيام بها، بجهودهم الذاتية، إذ لم يعد من جدوى في توجيه النداءات للعالم، وفق ما يبدو.

لكن، علينا أن نقرّ، أن إحدى أكثر السبل ضماناً لوقف المأساة عاجلاً، هو تحرك القوى الدولية والإقليمية الفاعلة، للضغط الجدّي على الروس، لوقف المجزرة.

فهل من سبيل يمكن المحاولة فيه لتحقيق هذه الغاية؟.. إحدى الطروحات هو التأثير في الرأي العام، خاصة في الغرب، وأيضاً، في العالم العربي والإسلامي.

يُطرح بهذا الصدد، تحشيد تظاهرات كبيرة في عواصم العالم، للضغط على حكومات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في المشهد السوري.

لكن لتحقيق هذا التحشيد بصورة عاجلة، قد نحتاج لحملة إعلامية ودعائية مكثفة، تصل إلى شعوب دول العالم، بلغاته، وبصورة عاجلة.

هنا، يمكن لرجال أعمال سوريين، يغصّون بالألم من مشهد المجازر شرق حلب، أن يمولوا حملة إعلامية دعائية، بلغات مختلفة، لتصل عاجلاً إلى الرأي العام الغربي، وأيضاً العربي والإسلامي.

التحرك يجب أن يكون عاجلاً، وهناك سبل عديدة لتحقيق تلك الحملة، أسرعها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلان عبرها، أو نشر إعلانات بهذا الصدد في وسائل إعلام غربية.

كما يمكن التواصل مع شركات علاقات عامة ودعاية، عالمية، بهذا الصدد، للمساعدة في ترتيب حملة دعائية مكثفة، تصل إلى شعوب الأرض كافة، للتحشيد، الذي حالما يظهر التفاعل معه على وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما ينتقل إلى الشارع، بحيث يصبح مؤثراً على صانع القرار، خاصة في عواصم الغرب، وتحديداً، في الولايات المتحدة الأمريكية.

علينا أن نذكر أن حملة دبلوماسية وإعلامية مكثفة ضد الروس، ساهمت قبل بضعة أسابيع في دفعهم إلى تنفيذ هدنة نسبية في شرق حلب، قبل أن يعاود الروس حملتهم العسكرية مطمئنين إلى أن نتائج الانتخابات الأمريكية تجعلهم مرتاحين، إلى حدٍ ما.

هذه إحدى الأفكار، التي يمكن من خلالها لأصحاب الملاءة المالية من السوريين، التحرك عاجلاً، لفعل شيء، في المجال الذي يملكون القدرة فيه، علنا نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه في شرق حلب، ونمنع كارثة محتملة من الحدوث، إن تمكنت الميليشيات الطائفية التي تقاتل على الأرض من الوصول إلى عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين المحصورين في أحياء قليلة في المدينة.

ترك تعليق

التعليق