أم شرشوح الأشهر عربياً.. زراعة النباتات الطبية تستولي على ثلث أراضي ريف حمص الشمالي


قال مراسل" اقتصاد" في ريف حمص الشمالي، إن عدداً كبيراً من المزارعين في المنطقة، قاموا خلال السنوات الست الماضية بزراعة أراضيهم بالنباتات العطرية الطبية (كمون، يانسون، حبة البركة، شمرا، كزبرة)، بدلاً من زراعتها بالقمح والشعير، وذلك لأسباب عديدة، أهمها، ارتفاع أسعار المحاصيل العطرية عالمياً، حيث بلغ سعر الطن الواحد من حبة البركة والكمون قرابة المليون ليرة سورية بالموسم الماضي.

وقال المراسل إن قلة الأمطار الهاطلة سنوياً، وجفاف الآبار السطحية بالمنطقة، نتيجة توقف المياه الجارية بساقية ري حمص- حماة منذ بداية الثورة السورية، ساهمت أيضاً بتحوّل قسم كبير من الفلاحين من زراعة الحبوب وخاصة القمح، إلى زراعة الكمون واليانسون وغيرها.


وذكر مهندس زراعي، خبير بزراعة النباتات العطرية الطبية، ويدعى "أبو أيمن"، أن المساحات المزروعة لهذا الموسم بهذه النباتات الطبية تتراوح ما بين (15 - 20) ألف دونم، أي حوالي ثلث المساحات الصالحة للزراعة بمدن وقرى تلبيسة والرستن والزعفرانية وأم شرشوح، لافتاً إلى أن إنتاجية الدونم الواحد من المحصول العطري، وصلت بالموسم الماضي إلى قرابة 150 ألف ليرة سورية، بينما الدونم المزروع قمحاً أو شعيراً هذا العام، لا يعطي أكثر من 20 ألف ليرة بسب الجفاف.

 ورداً على سؤال لمراسل "اقتصاد" في حمص، عن تأثر هذه المحاصيل العطرية بالجفاف الشديد، الذي يضرب ريف حمص الشمالي هذا العام، قال المهندس أبو أيمن: "النباتات العطرية تدخل في صناعة معظم الأدوية البشرية، إضافة لاستخدماها كتوابل بالطعام، وهي محصول شتوي، تتحمل البرودة، لكنها لا تتحمل الحرارة الشديدة، وقد تأثرت كغيرها من المحاصيل الشتوية بقلة الأمطار هذا العام، إلا أن تأثرها خفيف جداً مقارنة بمحصول الحبوب كالقمح والشعير، لأن الاحتياجات المائية لهذه النباتات قليلة جداً".


أم شرشوح.. الأشهر عربياً

من جانب آخر، حصل موقع "اقتصاد" على أرقام تقريبية للمساحات المزروعة من كل صنف ،من أصناف النباتات العطرية بريف حمص الشمالي المحاصر، والإنتاجية المتوقعة لكل دونم. فالمساحة المزروعة بالكمون تترواح ما بين (7-8) آلاف دونم، وإنتاجية الدونم الواحد تتراوح ما بين (50 – 150 كغ )للبعل، وترتفع لـ (200 كغ) للمروي، والمساحة المزروعة باليانسون تتراوح أيضاً ما بين (2000-3000) دونم ، بإنتاجية متوقعة تتراوح ما بين (50 - 100) كغ للدونم الواحد المزروع بعلاً، ترتفع هذه الكمية إلى (200 كغ) في حال كان المحصول مروياً، أما المساحة المزروعة بحبة السودا (حبة البركة) فتقدّر أيضاً بحوالي (3000 دونم)، إضافة الى حوالي ( 2000 دونم) مزروعة بالكزبرة ، ومساحات أخرى، إلا أنها قليلة نسبياً، مزروعة بنباتات طبية أخرى كالشمرا، والبابونج والكراونة.

 وأشار الخبير الزراعي بالنباتات العطرية إلى أن قرية "أم شرشوح" (4 كم غرب تلبيسة) تعد أشهر، وأقدم قرية في الوطن العربي، متخصصة بزراعة محصول "اليانسون".


ويقول المزارع أبو علي الخطيب- تلبيسة: "لديّ 5 دونمات، أزرع نصفها بالنباتات العطرية، كاليانسون وحبة البركة بسبب احتياجاتها المائية القليلة، إضافة إلى أسعارها المجزية جداً، والنصف الآخر أزرعه قمحاً وشعيراً"، مضيفاً في حديثه لمراسل "اقتصاد" في حمص، أن المزارع القادر على إعطاء محصوله "العطري" سقاية واحدة أو سقايتين في فترة الإزهار، بمثل هذه الأيام، يحصل على إنتاج ممتاز جداً.

بقي أن نشير إلى أن أراضي ريف حمص الشمالي، تعد من أخصب الأراضي الزراعية في سوريا بالنسبة للنباتات العطرية، حيث ذكرت أبحاث زراعية أن كل 2،5 كغ من بذار النباتات العطرية تعطي 130 كغ بريف حمص، ينخفض هذا الرقم إلى 60كغ في محافظة الرقة، وإلى 90 كغ في حران بريف حلب.


ترك تعليق

التعليق