اقتصاديات.. الحديث عن زيادة الرواتب بالألغاز والأحاجي


من يستمع لمسؤولي النظام وهم يردون على سؤال: هل هناك زيادة على الرواتب في 2018..؟، يعتقد بأنه يستمع للغز شديد التعقيد وعليه التفكير ملياً من أجل حله.. فلا هم ينفونها ولا هم يؤكدونها.. إذاً، ما هي الإجابة الصحيحة..؟

حاولنا خلال الفترة الماضية، أن نتتبع بالحرف كل التصريحات التي تجيب عن سؤال زيادة الرواتب، فاكتشفنا أنها عملية شاقة، ويصعب من خلالها الوصول إلى إجابة واضحة.. إنهم يتحدثون بكلام طويل، وشرح ممل، يستخدمون فيه مصطلحات اقتصادية عسيرة الهضم، وأغلب الظن أنهم هم أنفسهم لا يفهمون معناها، وكل ذلك من أجل الهروب من الإجابة على سؤال لا يحتمل سوى كلمتين: نعم أو لا..

لكننا وقعنا بين السطور، على ما يفيد الإجابة عن هذا السؤال.. فبكل وضوح، إن قرار رفع الرواتب، ليس بيد الحكومة ولا بيد رئيس وزرائها أو وزير ماليتها، إنما هو قرار المخابرات وبشار الأسد فقط.. وما يقوله هؤلاء المسؤولون من إجابات، إنما تعكس إجابات بشار الأسد ذاتها، فلا بد أنهم سألوه نفس السؤال: سيدي هل تريد منا أن نزيد الرواتب والأجور..؟، فقدم لهم إجابة لم يفهموا منها إن كان سيزيدها أم لا..!!

في أحد المرات، وفي أيام حافظ أسد، خرج رئيس الوزراء محمود الزعبي وصرح لوسائل الإعلام أنه لا يوجد زيادة على الرواتب في الفترة الحالية لأن الأوضاع الاقتصادية لا تسمح، ونال خلال فترة قياسية قسطاً وافراً من الشتائم، لكن الناس فوجئت في اليوم التالي بصدور مرسوم من الرئيس بزيادة الرواتب..!!

على ما يبدو أن مسؤولي النظام الحالي، واعون جيداً لهذه الحادثة، وهم لهذا السبب لا يجيبون على هذا السؤال بمنتهى الوضوح والبساطة..

ترك تعليق

التعليق