اقتصاديات.. خرافة التصدير في زمن النظام


خرج أحد المواقع الإعلامية الموالية للنظام ويدعى "سيرياستيبس" بإحصائية تقول بأن المنتجات السورية وصلت إلى 90 دولة حول العالم في العام 2017، مشيراً إلى أن البضائع السورية استعادت 80 بالمئة من أسواقها قبل العام 2011.. أي أنه في ذلك العام كانت سوريا تصدر إلى أكثر من 110 دولة حول العالم.

في الحقيقة الرقم مرعب، لأنه حتى الصين، البلد المصدر الأول في العالم، قد لا تصل بضائعه إلى 110 دولة حول العالم.. فمن أين جلب الموقع هذه الإحصائية..؟، والسؤال الأهم: ما الهدف منها..؟

في البداية لم نستطع الوصول إلى مصدر هذه الأرقام، فلم تتحدث عنها أي جهة رسمية، وهو ما يعني بأن الموقع تطوع من تلقاء نفسه، بتأليف أرقام خيالية للقول بأن اقتصاد النظام تعافى بسرعة منذ تولي خميس رئاسة الحكومة، وبفضل سياساته الحكيمة.. وهي على فكرة من المرات النادرة التي يشيد فيها موقع بسياسة الحكومة لوحدها، بعيداً عن فضل بشار وأجهزة مخابراته.

النقطة الثانية التي لفتت انتباهنا، أن الموقع ذكر بأن عقود التصدير ترفد المصرف المركزي بـ 12 مليون دولار يومياً، وهو رقم خرافي آخر، وعلى ما يبدو أن الهدف منه إحداث خضة في سوق الدولار السوداء ومن أجل دفعه للمزيد من الانخفاض دونما حاجة لمجهودات من المصرف المركزي.

بكل الأحوال، تكاثرت مؤخراً التساؤلات، ومن قبل العديد من الخبراء الاقتصاديين، عن مصادر تمويل النظام وكيف أنه حتى الآن لم ينهر اقتصادياً..؟، فكأن الموقع يحاول أن يقدم هذه الإجابة لهم عن هذه التساؤلات.. لكنها بكل تأكيد إجابة غير مقنعة بقدر ما هو وضع النظام وصموده الاقتصادي غير مقنع.

ويبقى السؤال قائماً: من أين يمول النظام نفسه بعد ست سنوات من انقطاع أكثر من 70 بالمئة من مصادر رزقه..؟!، فهل صحيح أن أحد دول الخليج، ويعتقد أنها الإمارات، لاتزال تمده بالمساعدات كما بدأت تتحدث الشائعات مؤخراً..؟!


ترك تعليق

التعليق