اقتصاديات.. لماذا دولار المركزي يأبى الهبوط..؟!


في الوقت الذي هبط فيه الدولار في السوق السورية السوداء إلى ما دون 490 ليرة، فإن المصرف المركزي لا يزال يسعر الدولار بـ 510 ليرة، فهل هذا يعني أن المركزي غير مقتنع بهبوط الدولار إلى هذا المستوى، وبالتالي غير واثق، في حال خفض أسعاره إلى حدود السوق السوداء، أن يكون قادراً على منع ارتفاعه من جديد..؟

الكثير من المحللين الاقتصاديين، لا يجدون سوى هذا التفسير، الذي يمنع المركزي من تخفيض سعر صرف الدولار تماشياً مع سعر السوق السوداء، بل البعض يرى بأن المركزي لا يسعى لأن ينخفض الدولار دون 500 ليرة سورية، وهو السعر الهدف الذي حدده في موازنة العام القادم..

على جانب آخر، هناك ما يؤكد بأن سعر الدولار في السوق السوداء، هو سعر وهمي، وناتج عن المضاربة في تجارة العملة، لأنه حتى الآن لم تنخفض الأسعار في الأسواق، والتي هي مؤشر حقيقي عن تسعير الدولار، وربما ذلك ما يجعل المركزي متردداً في تخفيض سعره الرسمي..

بكل الأحوال، كثرت التحليلات في الآونة الأخيرة التي تفسر ما يجري في سوق الدولار السوري، وعاد دريد درغام ليشغل السوريين، كما سابقه أديب ميالة، لكن الأهم من كل ذلك، أنه لا يمكن فهم هبوط الدولار في السوق السوداء على أن السوريين عادوا لبيع مكتنزاتهم من الدولار، بعد أن لجأوا إليه في الفترة السابقة، كما يقول المركزي، أو أن تحويلات السوريين في الخارج زادت من الطلب على الليرة السورية.. فكلها تفسيرات غير مقنعة، سيما وأن اللاعب الأساسي في هذه العملية، هو المصرف المركزي، وليس شركات الصرافة، التي تم تحجيم دورها.. بمعنى أن حجم السوق السوداء التي يتحرك بها الدولار لم يعد كبيراً كما في السابق، ولا يمكن أن يقود إلى هذا التفاوت الكبير، مع السعر الرسمي..

مما لا شك فيه أن المركزي عمل مؤخراً على محاولة جديدة لتثبيت سعر الصرف نحو انخفاض معين، عندما خفض تصريف الحوالات الشخصية القادمة من الخارج إلى 500 دولار في الشهر بدل 1000 دولار في السابق.. وهذا الإجراء بحسب الكثير من المحللين قد يدفع الدولار إلى الانخفاض، لكن لفترة محددة، لأن ذلك سوف يعني أن التحويلات سوف تتجه إلى الدول المجاورة ومن ثم الدخول إلى سوريا بطرق غير شرعية، وبالذات لبنان..

ولعل كل ذلك يخبرنا، لما دولار المركزي يأبى الهبوط حتى الآن..؟

ترك تعليق

التعليق