"سيرونيكس".. بوابة جديدة لتمكين النفوذ الإيراني في سوريا


لثلاث سنوات، ستُورّد إيران مُكونات الشاشات ذات نوع الـ "LED" للشركة العامّة للصناعات الالكترونية "سيرونيكس" إحدى المؤسسات العامّة المُتخصصة بصناعة الإلكترونيات الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.

حيث وقّعت الشركة العامة للصناعات الالكترونية "سيرونيكس" مُنتصف الشهر الماضي مُذكرّة تفاهم مع شركة شهاب "الإيرانية" للصناعات الالكترونية، تقضي بالتعاون لتوريد مُكونات الشاشات التلفزيونية والمواد الأولية لتصنيعها لدى "سيرونيكس".

اتفاق توريد مُكوّنات أساسية لتشغيل خط إنتاج لمنشأة "سيرونكس" الصناعية، ليس الأول من نوعه، وهناك عدّة اتفاقات مُبرمة مع طهران بمختلف المجالات الزراعية والصناعية والاتصالات والثروة الحيوانية والنفط والكهرباء والدواء. وقدم نظام الأسد لطهران ألف هكتار من الأراضي الزراعية لإنشاء منشآت صناعية، وتطوير منجم فوسفات الشرقية، واستثمار مزرعة زاهد لتربية الأبقار في محافظة طرطوس، بحسب ما قاله لـ "اقتصاد"، الصناعي (ج . ش)، مالك مُنشأة صناعية في ريف دمشق.

ويُضيف الصناعي أنّ المُذكرة الأخيرة تقضي بتوريد مُكونات ومواد أولية لصناعة ستة قياسات من الشاشات "24،32،39،43،49،55" بوصة، من قبل شركة شهاب إلى شركة "سيرونيكس"، بالإضافة لتقديم المُساعدات التقنية والهندسية في مجال خطوط الإنتاج وخدمات ما بعد البيع وتدريب الموارد البشرية.

لعبت إيران دوراً اقتصادياً متواضعاً في سوريا قبل عام 2011، وتطور دورها بصورة متزايدة خلال السنوات الماضية مدفوعاً بمصالحها الاقتصادية. وفي العام 2012 شرّعت كل من دمشق وطهران تطبيق اتفاقية التجارة الحرة وباتت السلع والمنتجات التي يجري تبادلها بين الطرفين غير خاضعة للضريبة والتعرفة الجمركية، وساهم ذلك بارتفاع حجم التبادل التجاري من 280 مليون دولار في عام 2010 إلى مليار دولار في عام 2014، مع تواتر أنباء ببلوغ قيمة التبادل التجاري هذا العام مليار ونصف مليار دولار.

كما تفوّقت المستوردات الإيرانية لدمشق على الصادرات إلى طهران بنسب عالية جداً بحسب غرفة التجارة لدى نظام الأسد.

بقيت "سيرونيكس" الشركة العامة للصناعات الإلكترونية والتي تأسست عام 1960م، تحت مُسمى "شركة نصر"، ومن ثُمّ "سيرونيكس"، وعملت لأكثر من نصف قرن في التصنيع والصيانة مُستقرةً في ذاكرة السوريين بسبب انعدام المنافسة، بحسب ما قالته لـ "اقتصاد" السيدة (ن . ع) القاطنة في منطقة كفرسوسة وسط دمشق.

وتردف السيدة أنّ الخسائر التي تكبدتها "سيرونيكس" منذ مطلع عام 2014 بلغت 160 مليون ليرة سورية، وتوقفت عن العمل مطلع عام 2015، لتعود في مُنتصف عام 2016 بعد أن استطاعت تأمين قرض لتصنيع دفعة من الشاشات وتسويقها. وتناقص عدد عمال الشركة إلى 325 عاملاً غالبيتهم من الإناث بعد أن كان عدد موظفيها في مُنتصف عام 2012، 690 عاملاً.

وأشارت السيدة إلى أنّ ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن السوري المُنهمك اقتصادياً بسبب الحرب الدائرة والباحث عن تأمين قوت يومه ومُستلزماته اليومية الضرورية، تُجبر إدارة "سيرونيكس" جاهدةً للبحث عن أسواق خارجية.

العلاقات الاقتصادية بين إيران وسوريا تعود إلى عهد الحكم الملكي في إيران، حين وُقِّعت أول اتفاقية اقتصادية بين الطرفين في تموز/يوليو 1974، ولم يعد خافياً تعاظم النفوذ الاقتصادي الإيراني في سوريا في حقبة الأسد الابن، إذ أن المحفظة الاستثمارية لإيران اتسعت لتشمل كُلّ القطاعات الاقتصادية بما فيها الغاز والعقارات وطموح كبير في تحصيل مكاسب الاتصالات.

وفي الوقت الذي تُقدّم فيه طهران 7 مليارات ونصف مليار دولار قروض لمؤسسات الأسد "العامّة" والتي باتت بوابةَ لتمكين نفوذها لتحقيق مصالحها وضمانةً لمكاسبها في مشاريع إعادة الأعمار حين انتهاء الحرب في سوريا، يُقدّم نظام الأسد الشكر لها مُعلناً دون حياء أن "إيران" التي تقتل السوريين وتحتل منازلهم وتُصادر ممتلكاتهم تُوفر 30 % من حاجيات الشعب السوري!!

ترك تعليق

التعليق