اقتصاديات.. عروض مسرحية مفتوحة في مجلس الشعب


السماح بنشر مشاحنات أعضاء مجلس الشعب بما فيها الأحاديث الجانبية والنكات والمزاح بين النواب، عبر وسائل إعلام النظام، أصبحت مادة مسلية وممتعة للقراء السوريين.. فهذا النظام صحيح أنه مجرم وسفاح، لكنه صاحب نكتة أيضاً، ويسعى لتسلية جمهوره من أجل أن لا تغدو الحياة كلها قاتمة..

لكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا، لماذا مجلس الشعب، وليس مجلس الوزراء مثلاً..؟، أو لماذا لا يتم نشر مداولات كل الاجتماعات الحكومية وعلى نفس الطريقة، وبالتالي تعم الفرحة والمتعة قطاعات أوسع من الشعب..؟!

في الواقع، مجلس الشعب هو أكثر مؤسسة يحتقرها النظام، وهو تقليد أسس له حافظ الأسد، عندما جعل من النواب "كاراكوزات" يصفقون له بحرارة، ويقرضون الشعر الرديء في مدحه، وهذا لا يعني بأن مجلس الوزراء أحسن حالاً، فهم أيضاً "كاراكوزات"، لكن حظهم الجيد، أنقذهم من لعب هذا الدور، لأنهم واجهة النظام الشكلية التي لا بد من الحفاظ على الحد الأدنى من هيبتها.

وبالعودة إلى جلسات مجلس الشعب والتي تنقلها وسيلة إعلام واحدة فقط، وهي صاحبة الجلالة، فهي تحرص على نقل الهرج والمرج الذي يدور بين النواب، وتنقل كذلك تفاصيل النقاش بالفاصلة والنقطة وبتعابير الوجه، دون أن يكون لهذا النقل أي معنى، سوى إظهار نواب الشعب على أنهم أشخاص تافهون وبلا قيمة حقيقية.. لدرجة أن أحد النواب عن حماة، وكما ذكرت الصحيفة، تحدث بأنهم، أي النواب، بلا فاعلية، ولا دور لهم، ومجلس الشعب أوهن من خيط العنكبوت.. الأمر الذي دفع رئيس المجلس للطلب من النائب أن يسحب كلامه، فرفض هذا الأخير الطلب، ما جعل نائباً آخر عن محافظة اللاذقية يتطوع لذم هذا النائب ومطالبته مجدداً بسحب كلامه..

هذه ليست ديموقراطية، وليست صحافة، وإنما هي تعكس حال بلد، أصبح فيها الرئيس ذليلاً ووضيعاً، وبالتالي لا بد من إظهار الجميع في دولته على أنهم أكثر ذلاً منه، من أجل أن تكبر صورته في عيون مؤيديه.. هذه هي الحكاية.


ترك تعليق

التعليق