اقتصاديات.. وزراء "خميس" يهيمون على وجوههم في جولات ميدانية لا معنى لها


ما إن أعلنت وسائل إعلام النظام، بأن هناك تقييماً جرى للوزراء سوف يتم على إثره إجراء تعديل حكومي قريب، حتى دب النشاط في الوزراء وأخذوا يخترعون أنشطة وجولات ميدانية لا معنى لها، من أجل إظهار اهتمامهم ومتابعتهم للعمل.

مؤخراً اجتمع رئيس الحكومة عماد خميس بجميع معاوني الوزراء والمدراء في الوزارات، وقال لهم صراحة في ذلك الاجتماع بأنهم هم المعنيون بالتغيير ولكل من لا يثبت جدارته في العمل، لأنهم أكثر بقاء في الوزارات من الوزير ذاته..

لقد نزلت عبارات خميس برداً وسلاماً على الوزراء، وكأنه أعطاهم الأمان، بأن التغيير لن يطالهم.. لكن ذلك لم يمنع الوزراء من الخروج عن المألوف والقيام بجولات ميدانية على أماكن لا تحتاج لزيارتهم، ذلك أن المشاريع في الوزارات متوقفة منذ أكثر من ست سنوات، باستثناء المشاريع في المنطقة الساحلية، وقد "اهترت" أقدام الوزراء من شدة زياراتهم للاذقية وطرطوس، وأصبحوا يحفظون أسماء القرى والشوارع هناك عن ظهر قلب، بينما لم تحظى باقي المدن السورية بطلة أي مسؤول منذ سنوات الثورة الأولى، اللهم إلا أصحاب البنادق والمدافع والطيران.. لذلك كان أول ما خطر على بال هؤلاء الوزراء هو التجول في محيط دمشق، وعلى مشاريع من نوع "تزفيت" شارع، فهي المشاريع الوحيدة التي لاتزال تعمل في المدن السورية بعيداً عن اللاذقية وطرطوس، ولأسباب تتعلق بتهيئة هذه الشوارع لمسير الدبابات من جديد، والتي كانت قد خربتها في الفترات السابقة..

ومن حسن حظ وزير النقل، أنه اعتبر أن هذه المشاريع تخص وزارته، لذلك لم يتوان عن زيارة العمال الذين "يزفتون" بعض الشوارع في محيط دمشق، تحت عناوين بأنه يتابع سير العمل في هذه المشاريع..

وأما وزير الإعلام فقد طار إلى حلب، وأعلن من هناك الخبر الذي ينتظره أهالي حلب منذ فترة طويلة، وهو عودة جريدة الجماهير للطباعة الورقية من جديد، وتمنى أهالي حلب على الوزير لو أنه اصطحب معه وزير الكهرباء والمياه والتموين والداخلية والصحة والأشغال العامة والصناعة، وكتب أحد الناشطين من حلب، بأن المدينة بحاجة لزيارة كل هؤلاء الوزراء باستثناء وزير الإعلام..!!

وحده وزير السياحة، صاحب نظرية السياحة الدينية، ظهر في صورة في أحد الفنادق وهو مرتدياً قبعة "نويل" وحوله جمع غفير من الموظفين المبتسمين ولكن دون أن يقدم بيانات هذه المرة عما وصل إليه عدد السياح الشيعة إلى دمشق.. لأنه آخر مرة تلقى توبيخاً من النظام بأنه لا يقدم بيانات اقتصادية بقدر ما يكشف عن عمليات التغيير الديموغرافي في المدينة، ويقدم أرقاماً عن أعداد "المجاهدين" المحتملين ضمن هؤلاء السياح..

أما بالنسبة لوزير الاقتصاد، فقد أحس بالخطر بعد الأخبار التي أخذت تتحدث عن نجاح معرض "صنع في سوريا"، الذي يقيمه تجار دمشق في بغداد، وقد حصد جميع نتائجه رئيس اتحاد المصدرين، محمد السواح، والذي لا تخلو وسائل الإعلام، منذ أسبوع وحتى اليوم، من ذكر اسمه وإنجازه.. فماذا يفعل الوزير في هذه الحالة..؟، ما قام به باختصار أنه مرر أرقاماً لوسائل الإعلام، تفيد بأن وزارته تمنح إجازات استيراد للتجار من القطاع الخاص، بما لا يقل عن 150 مليون دولار يومياً.. وهو رقم مهول، ويعني في المحصلة السنوية نحو 40 مليار دولار..!!، حتى الصين لا تستورد بهذا الرقم على مدار العام.. هكذا تهكم أحد الإعلاميين على صفحته الشخصية في "فيسبوك"..

أما "الكينغ"، عماد خميس، رئيس الوزراء، فقد تجاوز جميع وزرائه، بجولاته الميدانية وبتصريحاته وبقراراته، والتي كان أبرزها، رصد مبلغ 2 مليار ليرة لشراء الحمضيات من مزارعي الساحل، وتوزيعها مجاناً على الأخوة "المواطنين".. وعبارة توزيعها مجاناً، أثارت وزير التموين، الذي أعلن على الفور بأنه العام الماضي تم شراء حمضيات من الساحل بمبلغ مليار ليرة، ووزعت مجاناً كذلك على الأخوة "المواطنين".. أما الأخوة المواطنون فلم يرى أي منهم أنه تلقى الحمضيات مجاناً من أي جهة كانت..!!، وهو ما يعني أحد أمرين، إما أنه تم شراء الكمية وإتلافها، أو أنه تم شراؤها دون استجرارها، وفي كلا الحالتين الفائدة عادة على الأخوة، مزارعي الساحل المقاومين، المناضلين..!!

باختصار: المصيبة في سوريا كبيرة جداً.. وهي أكبر من أن يتحملها عقل بشري، لأن من يقودون البلد، وحوش، ولا نقول حيوانات..!!


ترك تعليق

التعليق