اقتصاديات.. خميس والـ 16 وزيراً في حلب


الصور والأنشطة والعناوين والتصريحات التي تنقلها وسائل إعلام النظام، عن زيارة رئيس الحكومة عماد خميس والـ 16 وزيراً إلى محافظة حلب، والتي بدأها منذ ثلاثة أيام، تشير إلى أن التضخيم والتفخيم والمبالغة في تصوير مردود هذه الجولة، مقصود من قبل هذه الوسائل، وذلك من أجل التغطية على الزيارات المتعددة التي قام بها خميس ونفس الفريق الحكومي تقريباً إلى المنطقة الساحلية، وضخ عبرها، أموالاً طائلة في المشاريع الاقتصادية والسياحية والبنى التحتية، لا تستحقها أو ليست الأولى بها، وإنما كان من المفروض أن تتجه هذه الأموال نحو حلب المدمرة، والمهجرة من أهلها، والتي بحاجة ماسة إلى إعادة أبسط مقومات الحياة العادية إليها، من ماء وكهرباء وخبز.

واللافت كذلك، في زيارة خميس ووزرائه الـ 16 إلى حلب، هو التغطية الإعلامية المرافقة، والتي تحاول أن تصور الحدث على أنه تاريخي ومفصلي في تاريخ المدينة المنكوبة، وأن الخير الوفير ها هو قادم إليها، وأنه ليس ببعيد أن تتحول حلب إلى نموذج دبي في الإمارات، بحسب ما صرح خميس.

لكن المتابع لخلفيات وحيثيات هذه الجولة، يعرف أن الفريق الحكومي، اتجه إلى حلب، وليس في جعبته أية أموال إضافية، عما تم إقراره في موازنة العام الجاري فيما يخص المدينة، والتي قدرها الفريق الاقتصادي بـ 40 مليار ليرة سورية، أي نحو 80 مليون دولار.. فلنتخيل، كيف ستصبح حلب كما دبي، من خلال هذا المبلغ الذي لا يكفي لبناء مجمع سكني واحد..!!، وما هو موقفنا لو عرفنا أن هذا المبلغ يجب أن يغطي تكاليف إعادة كل شيء مدمر في مدينة حلب وأريافها..؟!

لا يحتاج المرء للكثير من التدقيق، ليدرك أن النظام، يبحث عن "الشو" الإعلامي، عبر زيارة هذا الفريق الحكومي إلى حلب، وإظهار أنه يهتم بها، أكثر من اهتمامه بالمنطقة الساحلية، بينما على أرض الواقع، ما تم ضخه في مدينة طرطوس المعافاة، لوحدها، من أموال حكومية العام الماضي، هو ضعف المبلغ الذي تم تخصيصه لحلب المنهكة والمدمرة.. والمضحك في الموضوع، أنه تم تبرير الأموال التي ضخت في مشاريع المنطقة الساحلية، على أنها لم تكن من موازنة الحكومة، وإنما من مكتب خاص يتبع للقصر الجمهوري.. والغريب أن هذا المكتب يمارس استثماراته وفق توجهات طائفية.. إذ أن جميع مشاريعه وتمويلاته في المنطقة الساحلية فقط.. أما باقي المناطق، فليس لها إلا جولات الوزراء الحفاة، وأصواتهم الرنانة، والتي أفضل ما ظهرت عليه، في حلب، وكأن لوثة الطرب التي تشتهر بها المدينة، قد أصابتهم، فأخذوا يغردون، كما لو أنهم في حفل فني ساهر على أنغام المواويل الحلبية.


ترك تعليق

التعليق