اقتصاديات.. رجل الأعمال رفعت الأسد والصحفي أنور ساطع أصفري


نشر الصحفي السوري أنور ساطع أصفري، اليوم، صورة له في بيت رفعت الأسد في باريس وهم يتناولون الطعام، قال إنها من وقائع ليلة أمس 13/1/2018، بعد جلسة نقاش استمرت لـ 7 ساعات، لكنه لم يكتب عن ماذا كانوا يتناقشون..؟

وتبدو سيرة الصحفي أصفري مثيرة للاهتمام، إذا ما عرفنا أنه أمضى في سجون الأسد نحو عشرين عاماً، من العام 1978 وحتى العام 1993.. والمرة الثانية من العام 2002 وحتى العام 2007.. بينما يرأس الآن منصب نائب رئيس التجمع الديمقراطي الموحد، الذي يرأسه رفعت الأسد، وهو من جهة ثانية لا يكف عن توجيه التحيات والسلام لجيش النظام ويحي بطولاته، دون الإشارة إلى أن هذا الجيش هو الذي يقتل اليوم شعبه ويهدم دولته..

إثارة قضية الصحفي أنور أصفري، لا تقل أهمية عن إثارة قضية رفعت الأسد من وجهة نظري، لأنه يعطينا فكرة عن الأشخاص الذين قام نظام الأسد بسجنهم وتقديمهم لنا كمعارضين، ومن ثم، إذا ما تابعنا مسيرة هؤلاء بعد خروجهم من السجن، نستغرب، لما هم معارضون، ولماذا قام النظام بسجنهم من الأساس..؟!

بكل الأحوال، مهما بدا أنور ساطع أصفري، مثيراً للاهتمام والاستغراب، فإنه لا يمكن أن يطغى على سيده، رفعت الأسد، سيد الاهتمام والاستغراب ذاته، فهو كما بدا في الصورة، يجلس على الكرسي متهالكاً، منهكاً، وكأنه قد تم شده بحبال لكي يستقر في جلسته، وهو ما يؤكد الأخبار التي تحدثت عن تدهور صحته في أعقاب الحجز على أمواله في عدد من الدول الأوروبية، ومنها فرنسا واسبانيا وبريطانيا، التي حجزت على أملاك له بقيمة 600 مليون دولار، بينما يجاهد محامون وناشطون حقوقيون سوريون وأوروبيون، من أجل إدانته وتقديمه للمحاكمة، بتهم جرائم حرب وقتل السوريين، خلال فترة الثمانينيات التي كان يرأس فيها عصابة سرايا الدفاع، وكان نائباً لأخيه حافظ أسد.. وهو الأهم..

ويقول متابعون لقضية رفعت الأسد في المحاكم الأوروبية، إن الحجز على أمواله، كان بمثابة ضربة قاصمة للظهر بالنسبة له، فما سرقه من أموال الشعب السوري، على مدى 15 عاماً وأكثر، يتلاشى من أمام عينيه، دفعة واحدة، ولصالح الدول التي قدمت له الحماية والدعم، حتى ظن أنه في مأمن من المساءلة ومن الفقر..

أما الصحفي أنور ساطع أصفري، فهو الآخر، ومنذ عدة أشهر، يحاول أن يثبت أن رفعت الأسد لم يهتز لأخبار الحجز على أمواله، وأنه خلافاً للشائعات، فهو ليس على فراش المرض، وإنما يمارس حياته الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن.. ولعل موضوع الصورة التي نشرها اليوم يدخل في هذا الإطار، إذ أنه سبق ونشر صورة لرفعت الأسد وهو بين أحفاده، كتب فوقها أنها منذ ساعات، نافياً من خلالها الأخبار التي تحدثت عن دخوله في غيبوبة الموت..

كما يمكن الملاحظة من خلال الصورة، بساطة طاولة الطعام، والطعام الموجود عليها، بالإضافة إلى المكان برمته والذي كتب الصحفي أصفري أنه في منزل رفعت.. فلا يبدو عليه مظاهر البذخ التي تميز بها رفعت، وهو ما يشير إلى أن الرجل يعاني من فاقة مالية، أو أنه يحضر نفسه وجمهوره، لمشهد مختلف، من أجل حصد التعاطف معه.

الكثيرون، كتبوا في الآونة الأخيرة، وبعد قرارات الحجز على أموال رفعت، أنه وداعاً لملك صالات البلياردو في اسبانيا، والعقارات الفارهة في فرنسا، وشركات غسيل الأموال في بريطانيا.. فهي أصبحت أثراً بعد عين، ولا ينتظر رفعت اليوم سوى المزيد من قرارات الحجز والإدانة، والتي ينتظر أن تأتي على ما تبقى من ثروته.. وهو أمر ليس ببعيد، بحسب ما وعد المحامون الأوروبيون الذين وضعوه على قائمة اهتماماتهم.. ليس كرمى لدماء الشعب السوري، وإنما انتصاراً لمصالح بلدانهم المادية والاقتصادية.

ترك تعليق

التعليق