المازوت يحلق في إدلب.. والسبب معركة عفرين


سجل المازوت المكرر ارتفاعاً حاداً في أسواق محافظة إدلب حيث تعاني الأسعار من اضطراب واضح في نسبة الارتفاع التي بلغت 70 بالمائة للعديد من الأصناف. الصعود تزامن مع حملة عسكرية أعلنت عنها تركيا للسيطرة على كانتون مفصول من طرفيه بقوات تابعة للمعارضة على الحدود مع الأتراك، ما ساهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار.

وقال سكان من محافظة إدلب لـ "اقتصاد"، إن برميل المازوت المكرر يدوياً والقادم من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، عبر طريق عفرين - دارة عزة، تراوح سعره بين 70 إلى 75 ألف ليرة، بعد أن كان يباع أفضل صنف من هذه المادة بسعر لا يتجاوز 40 ألفاً.

وشهد المازوت في شتاء العام الحالي إقبالاً كبيراً في إدلب نتيجة الهبوط الحاد لأسعاره قبل عدة أشهر بالتزامن مع ابتعاد الناس عن شراء الحطب الذي سجل سعراً يتراوح بين 70 و 80 ألف ليرة للطن الواحد. لكن وفي ظل الارتفاع الحالي الذي يبدو أنه سيستمر، يخشى السكان من صعوبة الحصول على التدفئة في ظل البرد القارس.

وقال أحد السكان: "المشكلة اليوم هي في عدم ثبات الأسعار. البارحة اشتريت ليتر المازوت بـ 220، واليوم ارتفع إلى 325 ليرة. نعاني أيضاً من سوء نوعية المنتج المعروض لأن المازوت المكرر أنواع عديدة منها الجيد ومنها الرديء الذي يتصف برائحة كريهة ومعرض للتجميد نتيجة برودة الجو".

وأُغلق طريق عفرين - دارة عزة الذي تحصل من خلاله المعارضة على المازوت على خلفية معركة "غصن الزيتون" التي أطلقها الجيش التركي بهدف السيطرة على الإقليم الذي يخضع لأحزاب تابعة لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية. وتقول تركيا إنها تهدف من خلال هذه العملية إلى تحييد المنظمات الكردية الأوجلانية في كل من عفرين ومنبج بريف حلب الشمالي.

وعقب سيطرتهم على مناطق تنظيم الدولة في الرقة و دير الزور، أحكم الأكراد قبضتهم على معظم حقول النفط في سوريا. وغدت "قسد" المصدر الرئيسي للحصول على الفيول والمازوت المكرر للنظام والمعارضة على حد سواء.

إغلاق طريق عفرين ليس السبب الوحيد في غلاء المازوت كما يصرح تجار محروقات من إدلب لـ "اقتصاد"، فهناك سبب آخر أدى لارتفاع طفيف في سعر هذه المادة وهو العملية العسكرية التي تشنها قوات النظام جنوبي إدلب بهدف السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري.

وقال المصدر إن معظم سائقي الصهاريج التي تعمل على خط (دارة عزة - عفرين - اعزاز - منبج)، هم من سكان ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، ونتيجة للمعارك والقصف نزح هؤلاء مع قرابة 400 ألف نسمة ما أدى لتوقفهم عن العمل.


ترك تعليق

التعليق