اقتصاديات.. جريدة البعث أم جريمة البعث؟!


هل هي مصادفة أن تكون أهم معلومة في التقرير الذي أعدته جريدة البعث التابعة للنظام، والمؤلف من ألف كلمة، عن موضوع تحول الشركات العائلية إلى مساهمة، موجودة في آخر سطرين منه..؟، أم أن الأمر جرى دراسته بعناية إلى أن تقرر إهمال هذه المعلومة حتى السطر الأخير..؟

وحتى نبتعد عن الطلاسم، تتحدث المعلومة عن سبب تأخر دخول شركتي الخليوي "سيرياتيل" و "إم تي إن" إلى بورصة دمشق، وذلك في لقاء مع مدير عام هيئة الأسواق المالية، الدكتور عابد فضلية.. فيرد الأخير أنه قريباً ستدخل إلى البورصة، متوقعاً أن يكون ذلك حتى نهاية العام الحالي.. ثم ينتهي المقال..!!، فما أبعد المسافة بين قريباً وبين نهاية العام الحالي..!!

المفارقة التي يبرر فيها النظام عدم دخول شركتي الخليوي إلى بورصة دمشق، أنهما ما زالتا غير مهيأتين لهذه العملية، بينما على جانب آخر نجد أن شركة الأهلية للنقل، كانت من أوائل الشركات التي دخلت البورصة.. فهل هذا يعني أنها أحسن حالاً من شركتي الخليوي..؟!

ما يريد إخفائه النظام في هذا المجال، أن شركتي الخليوي، اللتين يملكهما فعلياً بشار الأسد، ويديرهما رامي مخلوف ونجيب ميقاتي، سوف تتناثران وتتفرق أرباحهما بين المساهمين وحاملي أسهمهما، إذا ما قررتا الدخول إلى البورصة، بينما يريد بشار أرباحاً كاملة لا ينازعه بها أحد.

وما يخفيه النظام كذلك، أنه منذ ست سنوات وحتى اليوم، تم إعفاء شركتي الخليوي من الكثير من الضرائب والالتزامات تجاه الدولة، بحجة أنهما تعرضتا لأضرار كثيرة خلال الأزمة.. ومن يتابع مناقشات موازنة النظام يجد أن هناك إغفالاً متعمداً لإيرادات شركتي الخليوي وحصتهما في الموازنة، بعكس سنوات ما قبل العام 2011، عندما كانت حصة الدولة على رأس الأرقام المحققة التي تتباهي بها الحكومة.

من أجل كل ذلك، لا يتحدث عابد فضلية بحماس عن دخول شركتي الخليوي إلى بورصة دمشق، ولا جريدة البعث ترى ضرورة بأن يكون هذا الموضوع مدخلاً كبيراً لتقريرها، وخصوصاً أن الشركتين عمرهما أكثر من 15 عاماً، وشيء مخجل حقاً أن لا تكونا في السوق الرئيسي للبورصة، بينما جرى التغطية على الموضوع بأن تم وضعهما على قائمة السوق الموازي، تمهيداً لدخولهما بشكل نهائي، وكان ذلك قبل نحو ثلاث سنوات.. ومع ذلك يتوقع عابد فضلية أن يكون دخول الشركتين إلى البورصة في نهاية العام الحالي، لكن ليس بشكل أكيد، لأنه أشار إلى أن الشركتين تعرضتا لأضرار كبيرة خلال السنوات السابقة، وهما مشغولتين بحصر هذه الأضرار، الأمر الذي يصعب معه تقديم بيانات مالية دقيقة وفقاً لقوانين البورصة، بحسب قوله.

باختصار، جريدة البعث، لم تكن جريمة بحق البعث ذاته، بل بحق الإعلام السوري كله..

ترك تعليق

التعليق