وفاة رجل الأعمال، عبد الرحمن العطار.. اذكروا محاسن موتاكم


توفي أمس في العاصمة دمشق، رجل الأعمال عبد الرحمن العطار، عن عمر 80 عاماً، أمضى منها 35 عاماً، رئيساً لمنظمة الهلال الأحمر السوري، من العام 1981 إلى 2016، بينما على جانب آخر، توزعت شركاته واستثماراته من السياحة إلى قطاع البنوك والتأمين إلى صناعة الأدوية والأغذية إلى الاستثمار العقاري.

ويقول العطار عن نفسه في أحد لقاءاته الصحفية: "تزوجت عام 1968 من كريمة المهندس منيب الدردري وهو من أوائل المهندسين الذين عادوا إلى سورية في الثلاثينات من القرن الماضي وكان نائب رئيس مجلس بلدية دمشق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء، لدي ثلاثة أبناء: سامر 33 سنة، وناديا 30 سنة، وعبد الغني 25 سنة، درس سامر إدارة الأعمال في كندا بينما درس عبد الغني علم الكومبيوتر في كندا أيضاً، ودرست ناديا في فرنسا علم الديكور، والثلاثة يعملون معي حالياً في سورية".

ويتابع قائلاً: "أسست مع شقيقي فارس مجموعة اقتصادية متنوعة لا تزال قائمة حتى الآن في مجال السياحة، وتملك عدة فنادق مثل كارلتون دمشق، وبرج الفردوس دمشق، وزنوبيا في تدمر، وفي مجال صناعات الدواء والأنابيب وكرتون التغليف والأثاث ومواد البناء، ولدينا مساهمات في عدة شركات منها شركة (بركة) للإنتاج الزراعي والحيواني، وشركة (اورينت تور) في مجال استقدام المجموعات السياحية وشركة الشرق الأدنى التي تعمل في مجال الطيران وكيلة الخطوط الجوية الإيطالية لأكثر من 30 سنة".

وحول بداياته مع العمل التجاري، يقول العطار: "أنتمي إلى عائلة دمشقية متوسطة الحال أساسها التضامن والتعاون والعمل، ولدت عام 1938 درست الاقتصاد في تشيكوسلوفاكيا، وكان والدي الحاج مصطفى العطار رجل علم وتجارة حيث كان أمين سر رابطة العلماء ويعمل في تجارة المواد الغذائية، وكان له أصدقاء كثر في غرفة التجارة وكانوا يجتمعون في المنزل وقد جذبتني أحاديثهم للعمل التجاري ولأخلاقيات التجارة التي كانت تمارس في ذلك التاريخ، وكان كبار التجار يتعاملون بين بعضهم البعض حيث لا وثائق ولا كمبيالات ولا أوراق مثبتة، بل كانت كلمة التاجر عقداً ملزماً للطرفين، وكان التجار عندما يصاب أحدهم بعثرة يجتمعون ويقدمون له العون بأخلاقيات كبيرة من دون أن يجرحوا كرامته، كما كانوا يجتمعون صباحاً، وكان والدي أحدهم، يحلون مشاكلهم من دون اللجوء إلى القضاء، وهذا أمر للأسف لم يعد موجوداً".

وحول جوانب الحياة الأخرى، يقول العطار: "هوايتي الوحيدة هي السباحة، ولدي أمور كثيرة تملأ وقتي، فبرئاستي لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري أقضي أسعد اللحظات في حياتي خاصة عندما أشعر أنني قدمت خدمة لإنسان يحتاجها بالفعل واستطعت الوصول إلى هذا الإنسان، لأنني لا أستطيع الوصول إلى جميع أصحاب الحاجات، وكذلك من أسعد اللحظات هي العمل مع مجموعة المتطوعين الشباب، فالسعادة تغمرني عندما ألتقي بهؤلاء وعددهم خمسمائة شاب وشابة أعمارهم تتراوح بين 16 و 24 سنة، يتركون وقتهم وراحتهم وسعادتهم ليقوموا بزيارة المرضى والاعتناء بهم، ويهرعون لمساعدة المبتلين بالكوارث والإيدز، وحتى عندما يأتيهم تعويض مهما كانت قيمته عالية يتبرعون به إلى صندوق اللجنة، حتى أنني أخجل من نزاهة عملهم".

ويضيف قائلاً: "أحب السياحة وأتمنى أن تتطور في سورية، لتصبح في مستوى إسبانيا وفرنسا وتركيا، إن مستقبل سورية في السياحة، التي ستكون النفط الدائم بدلاً من النفط الآيل للنضوب، وحده العمل السياحي هو الذي سيؤمن دخلاً عالياً وفرص عمل كثيرة، يجب ألا تكون السياحة كما هي مطروحة حالياً، فيجب أن توضع استراتيجية لها، ومن الضروري استدعاء خبراء على المستوى العالمي، ويجب أن نعرف تماماً أننا غير قادرين على وضع التصور الصحيح لتطوير السياحة".

تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يعود الى العام 2005، وكان مع جريدة الشرق الأوسط الدولية، وذلك قبل أن تتوجه استثمارات العطار إلى قطاع البنوك والمصارف والتأمين، إذ أنه كان مساهماً بارزاً في العديد منها لدى انطلاقها في العام 2008.

وعندما انطلقت الثورة السورية في العام 2011، اتخذ العطار موقف الصمت الأقرب للنظام، لكن قيل أنه في بعض الحالات كان متعاطفاً مع مناطق الثورة وما يحل بها من دمار بحكم عمله رئيساً لمنظمة الهلال الأحمر السوري، وهو ما دفع النظام في العام 2016 إلى إجباره على الاستقالة من رئاسة المنظمة وتعيين خالد حبوباتي بدلاً عنه.

ترك تعليق

التعليق