اقتصاديات.. مؤسسات "الجرب" العامة، تعود للحياة من جديد


المزاودة بأرقام الخسائر التي تطرحها وزارات ومؤسسات النظام جراء الأزمة السورية، بدأ يأخذ طابعاً فكاهياً في الفترات الأخيرة، نظراً لأن بعض أسماء هذه المؤسسات من النوع الذي يثير القرف والرغبة بالتقيؤ.. والكثير من السوريين يعتقدون بأنه تم دفنها منذ فترة طويلة.

المؤسسة العامة للإسكان هي إحدى هذه المؤسسات التي أعلنت عن خسائر وأضرار بقيمة 25 مليار ليرة جراء الأزمة.. مع أننا لو أحصينا الأضرار التي سببتها هذه المؤسسة في نسيج العمران السوري منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاماً وحتى العام 2010، لتجاوزت عشرات مليارات الدولارات، بالإضافة إلى أن هذه المؤسسة لم تشم رائحة الربح طوال حياتها، فما هو الجديد في خسارتها..؟!

باختصار، هذه المؤسسة، من الهياكل الطفيلية التي أنشأها حافظ الأسد، ولعبت دوراً كبيراً في تشويه مدننا، عبر إنشاء مساكن لا تختلف كثيراً عن أبنية العشوائيات.. بل إن مساكن العشوائيات في بعض الأحيان كانت أكثر جمالاً ومتانة منها..

وخلال العشرين سنة الأخيرة، توقفت هذه المؤسسة تقريباً وشقيقتها مؤسسة الإسكان العسكري، عن المساهمة الفعالة في البناء المدني، لصالح شركات القطاع الخاص التي أنجزت أبنية على درجة عالية من الجمال والأناقة. وهو ما ترك ارتياحاً كبيراً لدى الأخوة "المواطنين"، الذين ظنوا أنه تم إغلاقها دون مراسم علنية، لكنهم اكتشفوا اليوم بأنها لاتزال على قيد الحياة.

الجديد، أن هذه المؤسسة تم دعمها بموازنة كبيرة لكي تدخل بمنافسة مع الشركات الروسية في مشاريع إعادة الإعمار، وهو ما يعطينا فكرة عن هذه المشاريع التي ينوي بشار الأسد تنفيذها في سوريا، والتي لن تقل إجراماً عن الدمار الذي سببه في البلد.

ترك تعليق

التعليق