اقتصاديات.. "وتحية للجيش السوري البطل وضيوفه"


لا يستطيع أي وزير أو مسؤول في حكومة النظام، أن يتحدث عن إنجازاته، دون أن ينسب الفضل في هذا الإنجاز إلى "الجيش" و"بطولاته"، وأي كلام غير ذلك قد يعرض قائله للخطر، أو على الأقل للسب والشتم من قبل المواقع التي تقودها أجهزة المخابرات.

وإذا تتبعنا تصريحات المسؤولين من رئيس الوزراء إلى مدير عام شركة المطاط، سوف نلاحظ أنهم أصبحوا مثل رواد الكباريهات، يوجهون التحية للجيش "السوري البطل" ولضيوفه من الميلشيات الشيعية والقوات الروسية في كل مناسبة، ولا يكاد ينقص هذا المشهد سوى أن يمد أحدهم يده على جيبه ويخرج منها نقوداً ثم ينثرها على "الراقصات"، ومن تأخذه الشدة بنفسه، ويعزو لنفسه بعض الإنجازات، يتعرض مباشرة للتقريع من قبل موقع "سيريانديز" وموقع "سرياستيبس"، اللذين يذكرانه على الفور بأن ما حققه يعود الفضل فيه للجيش وعليه أن ينتبه في المرات القادمة..

حدث ذلك عندما تحدث مرة وزير التجارة الداخلية عن إنجازاته بتخفيض الأسعار ومحاربة الفساد، وكذلك عندما تحدث وزير السياحة عن إنجازاته في تشغيل عدد من المنشآت السياحية، والذي لم يستطع الرد بأن المنطقة الساحلية التي خصها في حديثه لا علاقة للجيش بها، لكن النظام يريد أن يوصل رسالة بأن الكلمة العليا في دولته، هي للبوط العسكري، ولا يجوز لأحد بأن يتجاوز هذا السياق في حديثه.

أما بالنسبة لعضو مجلس الشعب محمد قبنض، الذي ظهر في فيديو وهو يوزع المساعدات على أهالي الغوطة المهجرين من ديارهم، ثم يطلب منهم الهتاف للجيش ولبشار الأسد، مقابل "قنينة" مياه شرب، فهو يعكس الصورة المربكة التي وضع النظام مسؤوليه فيها، ممن لا يمتون له بصلة دم أو مناطقية، فهؤلاء في كل المشاهد التي يظهرون فيها، تجدهم يتحدثون ويتصرفون كـ "البهاليل"، كون النظام لم يضع مقياساً واضحاً لعوامل الرضا عن رجالاته، وترك الأمر للاجتهاد الشخصي لكل منهم.. لهذا شاهدنا نواف البشير، يكاد يطير فرحاً لمقتل ابنه فداء لبشار، وقبله رئيس مجلس الشعب "جهاد اللحام" ظهر وهو "يدبك" كـ "الأهبل" في انتخابات التجديد لبشار الأسد، ومع ذلك تم الاستغناء عن خدماته..

أمام هذه الصورة المربكة، من الطبيعي أن يصاب محمد قبنض بالجنون ويخرج عن سلوكيات الانسان العادي، فهو مؤخراً تم تسريب فيديوهات له من مجلس الشعب إيذاناً بأن ضربة قاضية في طريقها إليه.. وهو قرأ الرسالة جيداً، لكنه لم يحسن التعامل معها.. لقد ظن أن النظام يطلب منه المزيد من الانبطاح والذل، بينما الحقيقة، يريد منه أن يخرج ما في جيبه وأن يكون كريماً مع "الراقصات" أي شباب الجيش والمخابرات..

ترك تعليق

التعليق