اقتصاديات.. مصعب أرسلان الذي أصبح في خبر كان


كان الدكتور المهندس، مصعب أرسلان، يعيش في دولة السويد معززاً مكرماً، ويتابع عن بعد ما يجري في بلده.. ثم أخذ يدلو بدلوه في الأحداث، متبنياً وجهة نظر النظام السوري بالكامل، الأمر الذي دفع الجهات المعنية إلى الالتفات إلى كتاباته وتعليقاته ومواقفه "المشرفة".. وعلى إثر ذلك تم استدعاؤه قبل نحو ثلاث سنوات، ليتولى إدارة المؤسسة العامة للطيران..

وافق مصعب على الفور، متنازلاً عن عمله في إدارة محطة السويد، وملبياً نداء الوطن والواجب، وتسلم المؤسسة، مع علمه أنه ليس في رصيدها سوى خردة الطائرات، وبدأ يعمل على إصلاحها بصمت إلى أن ارتفع عددها من طائرة إلى أربع طائرات.. وكان وزير النقل يحصد النجاح والتصريح، بينما كان مصعب يعتقد بأن الأمور في سوريا تسير عادة على هذا النحو، وأن الجهات العليا بكل تأكيد تعرف وتقدر إنجازه..

جميع من عملوا مع مصعب، أكدوا أنه رجل نزيه وعصامي، ويعمل بصمت بعيداً عن الإعلام، وزيادة في النزاهة، قرر أن يسكن في ضاحية حرستا على الرغم من أنه قادر على السكن في المالكي وعلى حساب المؤسسة، إلا أنه آثر تحمل مخاطر المكان ومخاطر التنقل يومياً بين العمل والبيت من أجل أن يثبت مدى حبه لوطنه وعمله.. وقد صرح لذويه أكثر من مرة، أنه يشعر أنه سوف يلقى حتفه على الطريق، إلا أن ذلك لم يحصل على مدى ثلاث سنوات، إلى أن قرر النظام بالأمس، طرده من إدارة المؤسسة العامة للطيران السورية، دون تبيان الأسباب، لكن الكثيرين أشاروا إلى أن قرار الطرد فيه شبهة اتهام بالفساد.

ومن الطبيعي أن يلجأ مصعب في هذه الحالة، إلى وسائل الإعلام، التي أخبرته بأن النظام أصبح يقدر الرجال الشرفاء ويعاملهم معاملة حسنة، لذلك لم يتوان موقع "سيرياستيبس" وبقلم صاحبته هيام علي، عن كتابة مقال يشيد بمناقب الرجل، ويتهجم صراحة على الحكومة، التي بدل أن تكافئ الرجل على الخدمات التي قدمها للمؤسسة، قامت بطرده. واعترف الموقع أنه كان على علاقة سابقة بمصعب، عندما كان في السويد، وأنه من شجعه على العودة إلى سوريا وخدمة بلده، وكادت هيام علي أن تكتب أنها هي من رشحته لتولي هذا المنصب.

لكن ما لفت انتباهنا في التعليقات، أن أحدهم كتب، وعلى ما يبدو أنه من موظفي مؤسسة الطيران، أن المدير الجديد طلال عبد الكريم الذي تولى بدلاً من مصعب، أيضاً قمة في النزاهة والمسؤولية.. وأكد هذه المعلومة موقع "سيريانديز" الصديق اللدود لموقع "سيرياستيبس" الذي كتب عن طلال أنه يعتبر الابن المخلص للمؤسسة، وخاصة أنه تدرج في الأعمال منذ 22 عاماً، وهو ذو سيرة ناجحة ومحبوب من العاملين.

لذلك لا خوف على مؤسسة الطيران السورية، وإنما الخوف على مصعب ومستقبله الذي ضيّعه في حب الوطن.

ترك تعليق

التعليق