واشنطن تمتنع عن التعهد بشيء.. المانحون يجمعون 4.4 مليار دولار لإغاثة السوريين في الداخل ودول الجوار


جمع المانحون الدوليون يوم الأربعاء 4.4 مليار دولار في شكل مساعدات طارئة لسوريا وجيرانها هذا العام لكن المبلغ في مجمله أقل من الهدف الذي حددته الأمم المتحدة لعام 2018 وذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة التعهد بشيء.

ووجهت الوكالات الإنسانية أيضا نداء من أجل السلام قبل أن يحول جيش النظام وداعموه الروس والإيرانيون نيران أسلحتهم صوب مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة محذرة من أن المدنيين سيعانون على نطاق أكبر مقارنة بما حدث خلال حصار حلب العام الماضي.

وقال يان إيجلاند وهو مستشار كبير بالأمم المتحدة بشأن سوريا في تصريح بخصوص منطقة إدلب بشمال غرب سوريا "أخشى من اندلاع معركة تجتاح إدلب. لا يمكن أن نقبل بانتقال الحرب تجاه ما هو في الأساس مخيم كبير للاجئين".

وقال "يجب إجراء محادثات لتجنيب المدنيين القتال" مضيفاً إن 2.5 مليون شخص في خطر.

وعرضت بريطانيا وألمانيا وفرنسا أموالا جديدة للاجئين في المؤتمر الذي شاركت فيه 86 من الحكومات ومنظمات الإغاثة والمؤسسات المالية والإقليمية.

وجمع المؤتمر أيضا تعهدات بمبلغ 3.4 مليار دولار لعامي 2019 و2020 وقال كريستوس ستايلندس مفوض شؤون المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي إن مشاركة التكتل والدول الأعضاء في هذا المبلغ ستكون الأكبر.

لكن التعهدات أقل من الستة مليارات دولار التي تم جمعها لعام 2017 بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض المساعدات الخارجية.

وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك في مؤتمر صحفي "إن عددا من المانحين المهمين ليسوا في وضع يتيح لهم تأكيد تمويلهم لعام 2018".

وقال "هذا يشمل الولايات المتحدة التي قدمت أكثر من مليار دولار سنويا لسوريا والمنطقة في السنوات الأخيرة".

وفي حين قالت الأمم المتحدة إنه ما زال بالإمكان جمع المزيد من الأموال فإن الحكومة الأمريكية تراجع سياساتها بشأن سوريا بما في ذلك المساعدات الإنسانية كما شكك ترامب في جدوى مثل هذه المساعدات.

ويواجه الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل مع الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات في العالم، صعوبات للاتفاق مع حكوماته الأعضاء على حزمة مساعدات ثانية بقيمة ثلاثة مليارات يورو (3.66 مليار دولار) للاجئين في تركيا.

وقال رجب أقداغ نائب رئيس الوزراء التركي في المؤتمر إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي بذل المزيد من الجهود تجاه الأزمة السورية التي أسفرت أيضا عن زيادة في الهجرة إلى أوروبا مما يمثل تحديا لحكومات التكتل منذ عام 2015.

* ذروة الأزمة

ومن المقرر إرسال مساعدات إنسانية أيضا إلى لبنان والأردن والعراق ودول أخرى تستضيف نحو ستة ملايين لاجئ سوري.

وقالت ربى محيسن وهي ناشطة لبنانية-سورية تعمل من أجل اللاجئين "الحرب لم تتوقف. ما زال الناس يتعرضون للقصف ويعيشون في مخيمات لاجئين. تعهدات اليوم تبين أن الأوضاع التي يعيشها السوريون لن تزيد سوى سوءا في المستقبل".

ويكشف عدم التوصل إلى الهدف الذي حددته الأمم المتحدة في المؤتمر حجم التحديات في سوريا حيث أن صراعات أخرى من أفغانستان إلى ميانمار تتطلب أيضا اهتماما وأموالا.

وقال أخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن هناك خطرا يطلق عليه اسم فتور همة المانحين بسبب طول أمد الصراع متعدد الأطراف.

وقال "إنها ظاهرة طبيعية لأن الصراع مستمر عاما بعد عام. وفي 2018 بلغت الدراما الإنسانية... ذروتها في حقيقة الأمر".

وتجلى انقسام المجتمع الدولي حول سوريا في حقيقة عدم مشاركة ممثلي النظام في المؤتمر الذي نظمه الاتحاد الأوروبي. ولم ترسل موسكو أي مسؤول حكومي كبير لكنها كانت ممثلة في سفيرها لدى الاتحاد.

وشكك المبعوث الروسي فلاديمير تشيجوف في جدوى النهج الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي بأن يركز الغرب على المساعدات الإنسانية فقط دون أن يقدم أي أموال لإعادة إعمار سوريا طالما لم يتقاسم رأس النظام السوري بشار الأسد السلطة مع المعارضة.

ويرى الغرب في المساعدات أكبر وسيلة ضغط يمتلكها سعيا لإجبار الأسد على الدخول في محادثات سلام لكن هذا لم يجد نفعا حتى الآن.

ترك تعليق

التعليق