مليون متر مكعب من الغاز يومياً تعيد الأمل لنظام الأسد.. فماذا عن 24 مليون قبل الثورة؟


منذ أكثر من شهرين، تحضر حكومة النظام لاحتفالات بمناسبة قرب دخول حقول قارة والبريج الغازية في الإنتاج، والتي يصل إنتاجها إلى أكثر من مليون متر مكعب بقليل، واليوم قام رئيس الوزراء عماد خميس بتدشين العمل في الحقل، وتحدث عن أن ذلك سوف يشكل نقلة نوعية على صعيد عودة النشاط الاقتصادي والانتاجي في البلد إلى سابق عهده، إذ أن إنتاج سوريا من الغاز سوف يرتفع إلى 6 ملايين متر مكعب يومياً..

 والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف أن إنتاج سوريا من الغاز كان قبل العام 2011 يصل إلى نحو 24 مليون متر مكعب يومياً، وكان النظام يستورد من مصر بحدود 6 مليون متر مكعب يومياً، ومع ذلك كانت تصريحات المسؤولين تتحدث عن أن ذلك لا يكفي، وأن هناك أزمة حقيقية في استهلاك الغاز..؟!، أو بصيغة أخرى: كيف لهذه الكمية المحدودة المقدرة بـ 6 ملايين متر مكعب أن تساهم بعودة النشاط الاقتصادي والحياة إلى طبيعتها، بينما نحو 30 مليون متر مكعب سابقاً، لم تفعل شيئاً، بل كان المسؤولون يتحدثون عن دعم الغاز ويرفعون أسعاره باستمرار..؟!

هذا يعطينا فكرة عن أن ثروات سوريا كانت منهوبة على يد نظام الأسد، الذين كانوا يبيعونها ويحولونها إلى أرصدتهم الشخصية، لهذا كان المازوت والغاز والبنزين لا يكفي.. بينما منذ ست سنوات وحتى اليوم، ورغم انخفاض الإنتاج إلى أقل من عشرة بالمئة، فإنه يكفي، وهو ليس كذلك، وإنما لأنهم توقفوا عن سرقته..

في الواقع، إلى الآن لا أحد عرف إنتاج سوريا الحقيقي من النفط والغاز والفوسفات وغيرها من الثروات.. وما كان يعلنه النظام، من أن انتاج النفط يقدر بنحو 360 ألف برميل يومياً، هو غير صحيح، بل الأرقام أكبر من ذلك بكثير، وهي تصل فعلياً إلى أكثر من 500 ألف برميل يومياً.. والفارق بين الرقمين كان يذهب لجيب بشار الأسد وحاشيته.. وما ينطبق على النفط ينطبق على الغاز وغيره من الثروات الباطنية في البلد..
 
لذلك لا يوجد سوى تفسير واحد لسؤال: كيف وقف نظام الأسد على قدميه كل هذه السنوات مع الإمكانيات المتواضعة التي كانوا يعلنون عنها في الاقتصاد السوري؟، وهو أنهم استثمروا الأموال المنهوبة من ثروات سوريا، في حربهم على الشعب السوري.. ومن ثم توقفوا عن سرقة هذه الثروات، من أجل أن تكفي لحاجة السوق المحلية.

ترك تعليق

التعليق

  • 2018-05-06
    لقد اغفل الكاتب خروج ملايين السوريين خارج الوطن مما تسبب انخفاض الاستهلاك الى مستويات دنيا.. لاشك أن هنالك عامل السرقة ولكن الاحاطة بكافة الجوانب يعكس الدقة والموضوعية بطرح الموضوع