إدلب أم جرابلس؟.. سؤال الساعة في أوساط مهجري جنوب دمشق


انطلقت صباح اليوم السبت، الدفعة الثالثة من ثوار ومدنيي جنوب العاصمة الرافضين للتسوية مع نظام الأسد، إلى الشمال السوري.

وفي تصريح لـ "اقتصاد"، قال مصدر من فصائل المعارضة السورية المسلحة، إن عدد الراغبين بالخروج من المنطقة والمسجلين ضمن القوائم بلغ 17000 شخص، غالبيتهم من المهجرين القاطنين في البلدات الثلاث يلدا، وببيلا، وبيت سحم.
 
وبحسب المصدر فإنه من المفترض أن تكون هناك ثلاث مناطق سيتوجه إليها الراغبون بالخروج من جنوب العاصمة، وهي ريف حلب الشمالي (جرابلس)، إدلب، ودرعا. إلا أن خيار درعا تم إلغاؤه، ولعل السبب وراء ذلك، حسب المصدر، هو عدم الحصول على موافقة من الحكومة الأردنية.

وبحسب القوائم المسجلة فإن 4000 شخص اختاروا التوجه إلى إدلب، فيما قرر الباقون التوجه إلى جرابلس. فما هي الدوافع التي أسهمت في تكوين القرار النهائي لكل شخص في اختيار وجهته؟

 مراسل "اقتصاد" في جنوب العاصمة أشار إلى أن البحث عن المعيشة الأفضل والأقل كلفة والأكثر استقراراً، إضافة لوجود دوافع أمنية تتعلق بفصائل المعارضة المسلحة وعناصرها، تعتبر من أكثر العوامل التي أسهمت في اتخاذ القرار النهائي في المفاضلة بين إدلب وجرابلس.

عدي المحمد، من سكان بلدة يلدا ومهجر من حي الحجر الأسود، اتخذ قراره بالتوجه إلى إدلب معللاً ذلك بأن الدخول إلى تركيا أكثر سهولة. وبحسب عدي فإنه سيخرج من جنوب العاصمة مع الدفعة المتوجهة إلى إدلب، وتشمل هذه الدفعة فصيل حركة "أحرار الشام".

"قررت الخروج إلى إدلب لأني أنوي الدخول إلى تركيا مباشرة. فعملية الدخول من إدلب أسهل وأقل كلفة مقارنة بالدخول من جرابلس. الأسعار في إدلب تبدأ من 500 دولار، تهريب طبعاً، بينما كلفة الدخول من جرابلس أضعاف هذا المبلغ"، يقول عدي.

من جهته، فإن "أبو محمد"، وهو رب أسرة مكونة من خمسة أشخاص، ليس بوارد الخروج لتركيا، لكنه اختار إدلب كون المعيشة فيها أقل كلفة مقارنة بجرابلس، خاصة إيجارات المنازل، فالفارق كبير بين الأسعار. "في إدلب يمكنني استئجار منزل بـ 10000 ليرة سورية، بينما أسعار الإيجارات في جرابلس ومحيطها تبدأ من 100 دولار. ونشاط المنظمات الإغاثية في إدلب أكبر من جرابلس. وأنا كمهجر أعيش منذ سبع سنوات في حصار ولا أملك مدخولاً مادياً، من الطبيعي أن أعتمد على الإغاثات حتى أجد عملاً يعيل أسرتي"، يخبرنا "أبو محمد".

في المقابل، الناشط، حسين أبو علي، وهو مهجر من حجيرة ويقيم حالياً في بلدة ببيلا، يبحث عن الاستقرار ويقول لـ "اقتصاد": "إن الاستقرار هو أهم ما أبحث عنه حالياً، فبعد سبع سنوات من الحصار، والخوف من القادم المجهول، أريد إن أعيش حياة مستقرة ولعل الوجود التركي في الريف الشمالي لحلب أعطى المنطقة استقراراً نوعاً ما، فإدلب تشهد بين الفترة والأخرى معارك بين تحرير الشام وتحرير سوريا، كما أنها لازالت ضمن أطماع النظام والذي يستهدفها بالقصف، لذلك اتخذت قراري بالخروج مع زوجتي وطفلي إلى جرابلس".

عناصر من المعارضة السورية المسلحة، فضلوا التوجه إلى جرابلس خشية تعرضهم للملاحقة من هيئة تحرير الشام، التي لاحقت من سبقهم من مقاتلي الغوطة الشرقية، خاصة عناصر جيش الإسلام، وهو ما يفسر توجه معظم فصائل جنوب العاصمة إلى جرابلس باستثناء حركة أحرار الشام الإسلامية، التي ستتوجه إلى إدلب كونها تسيطر على جزء من المحافظة.

ترك تعليق

التعليق