"سامز" تطلق حملة لإنقاذ مصابي الفشل الكلوي من السوريين في الأردن


أطلقت "المنظمة الطبية السورية الأمريكية" المعروفة اختصاراً بـ"سامز" حملة لإنقاذ ما يقارب الـ 129 مريضاً سورياً من مصابي الفشل الكلوي في الأردن من بينهم ٦٧ امرأة و6 أطفال ممن يحتاجون بالمتوسط لثلاث جلسات أسبوعياً وتوقف عنهم الدعم الذي كان ممنوحاً لهم من قبل الإغاثة الإسلامية العالمية منذ زهاء الشهر للمرة الثالثة منذ سنوات.

 وتكفلت "سامز"، وهي منظمة إغاثية طبية تعمل في الخطوط الأمامية لإغاثة المحتاجين خلال الأزمات، باستكمال العلاج وتغطية جلستي غسيل أسبوعياً خلال الأسبوع الثاني من شهر أيار الحالي وثلاث جلسات أسبوعياً لنهاية شهر أيار للأطفال دون سن الـ ١٨ سنة، ريثما يتم إيجاد حل للمرضى الذين قُطع عنهم الدعم، كما يقول منسق الحملة د. "مجد إسرب" لـ"اقتصاد"، مضيفاً أن هذه الحملة تأتي كمحاولة لإنقاذ حياة المرضى السوريين المصابين بالفشل الكلوي مع عدم قدرتهم على تحمل نفقات العلاج المرتفعة.

 ودعا محدثنا المفوضیة السامیة للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى لتحمل مسؤولياتها والعمل على توفیر أبسط الحقوق الإنسانیة للأفراد ومن أهمها الحصول على الرعایة الصحیة.

 وأشار إلى حالة المريضة اللاجئة عائشة ابراهيم ٧٩ عاماً التي جاءت إلى الأردن منذ ٥ سنوات وتحتاج إلى ثلاث جلسات غسيل كلى أسبوعياً تكلفة الجلسة ٦٥ دولاراً أمريكياً ما عدا الأدوية اللازمة، ومع ذلك فهي لم تتلقى العلاج منذ شهر وحتى الآن، وباتت حالتها في تدهور مستمر.

 ولفت محدثنا وهو أخصائي كلية إلى أن مرضى غسیل الكلى على خلاف الكثير من أصحاب الحالات الصحية الأخرى لا يمكنهم البقاء من دون رعایة متخصصة ومستقرة، والتي تشمل غسیل كلى روتیني وأدویة متخصصة حیث یحتاج مرضى غسیل الكلى إلى رعایة مدى الحیاة، بمتوسط ثلاث جلسات غسیل كل أسبوع، وبدون هذه الجلسات–كما يقول-لا تستطیع الكلى معالجة منتجات النفایات الضارة والتي تؤدي إلى فشل في الأعضاء، وبالنهایة، الموت المحتم.

وإلى وقت قریب، كانت "سامز " تتولى مشروع غسیل الكلى في الأردن، ولكن بسبب تخفیض المیزانیة اضطرت لتوقیف خدمة غسیل الكلى. لتعاودها بشكل مؤقت.

كما تكفلت سامز بتأمين أدوية لمرضى زراعة الكلية السوريين في الاْردن منذ ٢٠١٦ البالغ عددهم حوالي 41 مريضاً.
 
وكانت "المنظمة الطبية السورية الأمريكية" قد أطلقت مؤخراً مشروعاً للكشف المبكر عن مرض القصور الكلوي المزمن، ويهدف المشروع للكشف المبكر عن القصور الكلوي المزمن عند البالغين ممن لديهم خطورة عالية للمرض، ومتابعة حالاتهم بشكل دوري لتخفيف خطر الحاجة للغسيل الكلوي أو الزرع.

وكمرحلة أولى قامت المنظمة بتعبئة استبيانات عن الحالة الصحية لكافة البالغين من اللاجئين السوريين المقيمين في مدينة أربد ابتداءً من يوم الثلاثاء 13-02-2018. وشملت المرحلة الثانية اختيار الأشخاص ذوي الخطورة العالية لإجراء التحاليل اللازمة.

وبدورها أشارت الناشطة "فريال محمد" لـ"اقتصاد" إلى أن الإغاثة الإسلامية اعتادت على تغطية مرضى الفشل الكلوي من اللاجئين السوريين بجلستين أسبوعياً والجلسة الثالثة على نفقة المريض أي ما يعادل ٧٠٠ جلسة، وبتاريخ ٣٠-٤-٢٠١٨ تم إيقاف الدعم عن المرضى بشكل مفاجىء، لتتكفل سامز بجلستين أسبوعياً لمدة أسبوعين للكبار وثلاث أسابيع للأطفال، ولفتت محدثتنا إلى أن البعض من المرضى اضطر خلال الأسبوع الماضي للغسيل على نفقته وبعضهم عن طريق داعمين من أقارب ومتبرعين من أهل الخير، فيما انقطع آخرون عن الغسيل؛ لكن الكل يبحث عن منظمة تغطيه، فحالة المرضى النفسية صعبة وبعضهم–كما تؤكد- يفكر بالعودة إلى سوريا رغم مخاطر العودة على حياتهم.

 ولفتت محدثتنا إلى أن الوضع إذا استمر على هذا الحال فهذا من شأنه أن يؤدي إلى عدد من الوفيات كما حصل سابقاً، وبحسب القائمة المسلّمة من الهلال القطري كان العدد أكثر من ١٠٠ مصاب لكن عدداً منهم توفي في الفترة الماضية وتبقى ٩٢ مصاباً ممن انقطع عنهم الدعم.

وتقدّر إحصائيات منظمة الصحة العالمية نسبة المصابين بالمرض الكلوي المزمن بين البالغين نحو 10 % من سكان العالم -بحسب ممثلها في عمان الدكتور "باسل اليوسفي"- الذي أشار إلى أن "ارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري يشكلان العاملين الأكثر خطورة في التسبب بحالات أمراض الكلى، إذ أنهما مسؤولان عن حوالي ثلث حالات مرض الكلى المزمن والفشل الكلوي".

ترك تعليق

التعليق