تدشين الطريق الدولي "حمص – حماة".. كيف سينعكس على اقتصاد ريف حمص؟


بعد مضي شهر كامل على اتفاق تسليم ريف حمص الشمالي الذي فرضته قوات النظام المدعومة روسياً على فصائل شمال حمص، آخر معقل للمعارضة في وسط البلاد، قام محافظ حمص بتدشين الطريق الدولي حمص – حماه في 6/6/2018، بعد مضي 6 سنوات بالتمام والكمال على تاريخ انقطاعه في 6/6/2012، لتعود الحركة المروية خجولة رغم تدشينه من محافظي حمص وحماة، وليُعلن كسر حصار ريف حمص الشمالي، بشكل رسمي.

فعلى الرغم من بسط سيطرة قوات النظام على المنطقة منذ أكثر من شهر، إلا أن المنطقة بقيت ترزح تحت شبح استغلال التجار وأتاوات المعابر التي تضاءلت أرقامها بشكل كبير، إلا أنها بقيت موجودة، وذلك حتى ساعة افتتاح الطريق الدولية.

ترقيع الاسفلت

رغم تضرر اسفلت الطريق الدولية بشكل كبير بسبب مرور المصفحات فوقه والقذائف التي سقت عليه والقنابل العنقودية التي أذابته، لم تقم محافظة حمص بما يرقى إلى مستوى الطريق الدولي، فقد قامت بترقيع المسافات الخارجة عن الخدمة كلياً وردم حفر القذائف مما يعكس بشكل صارخ قلة التمويل لدى محافظة حمص مقارنة بمحافظة دمشق وريفها التي أعادت تزفيت كامل أوتوستراد حرستا.

تغير الخارطة الاقتصادية

منذ خروج المنطقة عن سيطرة النظام في بداية 2012 تحول الثقل الاقتصادي في ريف حمص الشمالي إلى القرى والبلدات الأقرب لمدينة حمص لاسيما بعد فتح معبر الدار الكبيرة وقبله معبر تيرمعلة، مما جعل البلدتين مركزاً اقتصادياً على مستوى الريف الشمالي، وأذاق تجارها مواطني باقي المناطق غلاء في الأسعار لن ينساه السكان.

 ومع افتتاح الطريق الدولية تنتهي معها أسطورة المعابر في ريف حمص، وأسطورة قرى صغيرة تحكمت باقتصاد مدن كبرى على مستوى ريف حمص، لتتوازن سوق ريف حمص مع سوق مدينة حمص بفوارق لا تتعدى تكاليف النقل من المدينة إلى مدن وبلدات الريف.

اختصار 60 كم

بسلوك النقل العام والخاص أوتوستراد حمص – حماة، يكون قد اختصر السائق مسافة 60 كم مقارنة مع طريق سلمية الذي كان يتصف بالوعورة وعدم القدرة على تحمل الضغط المروري.

ومع افتتاح الطريق الدولي، انخفضت تعرفة النقل من حمص إلى حماة من 600 ليرة سورية إلى 400 ليرة، وتراجع وقت الرحلة من ساعتين إلى نصف ساعة.

7 محطات وقود تدخل الخدمة

لطالما لازمت محطات التزود بالوقود الطرق الدولية، ومع تفعيل الطريق الدولية "حمص – حماة"، دخلت الخدمة 7 محطات وقود منتشرة على طرفي الأوتوستراد.


وبعودة الطريق الدولية إلى الخدمة يطوي ريف حمص الشمالي 7 سنوات من استغلال تجار الحرب ومعابر قوات النظام للقمة عيش 300 ألف مواطن، ويفتح أفقاً جديدة لعودة المنطقة إلى نشاطها الاقتصادي السابق، مما سيؤمن بعض فرص العمل لسكان المنطقة التي تعاني من البطالة بنسبة تفوق 70%.

ترك تعليق

التعليق