اللاجئون السوريون في لبنان، ورمضان 2018.. مساعدات خجولة تتعرض للسرقة


اعتاد اللاجئون السوريون في لبنان على ازدياد نشاط المنظمات الدولية والدول المانحة وبعض الجمعيات الخيرية في تقديم المساعدات لهم في شهر رمضان.

إلا أن رمضان 2018 لم يحمل معه للنازحين السوريين في لبنان المساعدات المعهودة كما كان الحال في السنوات الست الماضية، واقتصر الأمر على عدد من المساعدات الخجولة التي قدمتها بعض السفارات العربية مثل (الإمارات، السعودية). حيث وزعت سفارة الإمارات (2000) حصة غذائية على بعض اللاجئين السوريين واللبنانيين وبعض الفلسطينيين.

"كرتونة" غذائية اماراتية

 قام الملحق الدبلوماسي لدى سفارة الإمارات (حمدان الهاشمي) برفقة وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين (معين المرعبي)، وممثلين عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بجولة على محافظة الشمال وتم من مركز في بلدة "الكواشرة" توزيع "كرتونة" غذائية (هبة) من مؤسسة "محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية" على كل من النازحين السوريين واللبنانيين وبعض اللاجئين الفلسطينيين. حيث تم توزيع (1801) حصة غذائية للنازحين السوريين غير المستفيدين من برنامج الغذاء العالمي. ولم تعرف معايير اختيار المحتاجين، إذ لا تصل المساعدات للمحتاجين فعلاً بل وغالبيتها باتت تذهب للبنانيين.

ومن ثم انتقل الوفد إلى دار الأيتام الإسلامية في بلدة "بيت الحوش" وتم توزيع (500) حصة غذائية على عائلات لبنانية فقط.

كما قامت سفارة دولة الإمارات- ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية في لبنان- بتوزيع عدد من المساعدات (كرتونة غذائية) في دار اليتيمة في "بنين" في "عكار شمال لبنان" على عدد من العائلات السورية واللبنانية.

كما وأطلقت السفارة الإماراتية بتاريخ 20 أيار 2018 حملتها الرمضانية (المشروع الإماراتي السنوي لإفطار صائم). وقد تم خلال هذه الحملة التي طالت ما يقارب الـ (125) ألف سوري ولبناني، توزيع وجبات  إفطار طيلة شهر رمضان.

كرتونة عذائية سعودية

كما أطلق "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" في 17 أيار حملة توزيع مواد غذائية (كرتونة غذائية) بحضور وزير الدولة لشؤون النازحين "معين المرعبي" ومدير المركز في لبنان "فهد القناص" في "عكار مفرق برقايل" على عدد من اللاجئين السوريين في لبنان وعلى عدد من العائلات اللبنانية. وقام "مركز الملك سلمان للإغاثة" بتوزيع وجبات إفطار صائم على(500) أسرة سورية نازحة (2466 فرد) في "عرمون" اللبنانية طيلة أيام شهر رمضان.

وجبات رمضانية فاسدة، وفائدة مالية لمطاعم لبنان
 
 بالنسبة لوجبات الإفطار فهي عادت بأرباح على بعض المطاعم اللبنانية بآلاف الدولارات، حيث تم التعاقد مع عدة مطاعم لإعدادها، ولكن معظم هذه الوجبات تم رميها في حاويات القمامة، حيث يتم طهوها مبكراً، وريثما يتم وضعها في علب وتغليفها، ونقلها إلى مراكز التوزيع، ليتم توزيعها، تصل هذه الوجبات متأخرة كثيراً عن ساعة الإفطار، وأغلبها تكون قد تعرضت لعوامل الطقس والحرارة وفسدت.

سرقة حصص وكراتين مخصصة للاجئين
 
روى لنا أحد اللاجئين السوريين في لبنان بحرقة: "بعد انتظاري في مركز (الكواشرة) بناء على رسالة وصلتني من الأمم بأنني مخول لاستلام حصة غذائية وأنه علي التوجه إلى مركز (الكواشرة) لاستلامها، وبعد طول انتظار، وبعد أن تمكنت من الحصول على وصل لاستلام الكرتونة الغذائية، وإذ بسيارة تأتي وينزل منها أشخاص ليقوموا بتعبئة السيارة بكراتين المعونة، وطلعنا نحنا بلا معونة بعد طول انتظار من الصبح حتى العصر، وعدنا إلى منازلنا بلا شي، للأسف حصتنا انسرقت قدام عيونا".

بينما قالت لاجئة أخرى: "المساعدات أغلبها عم تروح للبنانيين عم يبعتوا الكراتين عالبلديات وهنيك بيعطوا لكم عيلة سورية والباقي بوزعوهم عاللبنانيين".

وقال لاجئ آخر: "المستفيد الأول والأخير اللبنانيين عم يكسبوا إيجارات وترميم ومسجلين بالمفوضية أغلبن، فهل يحق للبناني الغير مهجر من بلده وبيته أن يستولي على حق اللاجئ السوري".

وأضافت أخرى: "إن شاء الله يطلعلنا شي من هالمساعدات، نحنا منسمع سمع أنه عم يوزعوا معونات وماعم نحصل على شي بالنهاية، ماعم يوصل للسوريين إلا من الجمل أدنه".

حتى الخبز لم يسلم من السلب

يقول لاجئ سوري في شمال لبنان: "حتى الخبز اللي بيجي مكتوب عليه من الشعب الكويتي إلى الشعب السوري الشقيق صاروا اللبنانية ياخدوه، والسوريين ماعم يحصلوا عليه إلا بألف واسطة وبهدلة".

ليعلق لاجئ آخر: "هاي المساعدات عم توصل للحرامية مو للاجئين السوريين، اللاجئين السوريين عايشين من تعبهن مو من المساعدات، خلي المساعدات للحرامية، المساعدات اللي عم تجي تلات رباعها عم تنصرف للبنانيين والربع للسوريين، الله كريم ونرجع ع بلدنا".

ويبقى لسان حال اللاجئ السوري في لبنان وغيره، إلى متى ستستمر المتاجرة باسمنا واستغلال مآسينا... فعلاً "عطونا كرتونة غذائية وفرشتين وأخدو منا وطن.... فقدنا بلدنا وهجرونا".

ترك تعليق

التعليق