أمن النظام يريد "عيديته"


العيد مثل كل مناسبة يجب أن تدّر المال على جيوب أمن نظام الأسد وضبّاطه ومسؤوليه. والعيديّة واجبة على كل من يعبر الطريق بسيارته الخاصّة أو العامّة، ولها حدٌّ أدنى وليس لها حدٌّ أعلى، ولا تترك أجهزة نظام الأسد الأمنية مناسبة تمرّ دون أن تستثمرها من أجل استغلال المواطنين وقبض الأموال منهم.

العيد مناسبة مهمة للجيب

العيد مناسبة مهمّة لا يمكن أن تمرّ دون أن يأخذ رجال الأسد خلالها حصّة من أموال النّاس.

يتّبعون وسائل شتّى للحصول على ما يريدون، فتارة يبتزّون الناس باسم الوطن والدفاع عنهم وحمايتهم، وتضحيتهم بأوقاتهم والسّهر على الحواجز الأمنيّة بعيداً عن أهاليهم وعائلاتهم، ويصوّرون أنفسهم كالملائكة الذّين يستحقّون أن تضحّي بأموالك من أجلهم.

وتارة يلجؤون إلى التّهديد المبطّن بالاعتقال أو عرقلة العمل بالنسبة للسيّارات التي تعمل على نقل الركاب بين المحافظات، والذّرائع جاهزة، وأوّلها تهريب المتخلّفين عن الخدمة أو المطلوبين لأمن النّظام. "أصبحنا نحفظ الدّرس جيّداً"، وفقاً لأقوال السائق "أبو علي أسعد"، العامل على طريق حماة اللاذقية.

أضاف أبو علي لـ "اقتصاد": "يتقدّم منك عنصر الحاجز ويقول لك (كلّ عام وأنت بخير هات العيديّة وتيسر). هكذا بكلّ بساطة، ويجب أن تمدّ يدك إلى جيبك وتخرج 500 ل س، لا يسألك عن هويّات الرّكاب أو عن وجهتك أو البضاعة التي تنقلها، هؤلاء ليسوا من حماة الوطن، بل هم سارقو أموالنا والوطن وسبب كل خطر، هؤلاء لا علاقة لهم بالأمن والأمان، هؤلاء لصوص فقط".

ادفع وافعل ما تشاء

واسترسل السائق: "هؤلاء بلا كرامة، يبيعون كلّ شيء بالمال، ولا أصدّق أنّ وقوفهم على الحواجز يفيد بشيء غير جيوبهم، يتركون نساءهم وأطفالهم، ولا يذهبون إلى بيوتهم إلّا من أجل إخفاء الأموال التي نهبوها من المواطنين، ويعودون سريعاً كي لا يفوتهم شيء من الكسب".

وتابع: "لقد دفعت منذ مساء الخميس (وقفة العيد) وحتى مساء السبت أكثر من 30 ألف ليرة سورية للحواجز المنتشرة بين اللاذقية وحماة، ويجب أن أدفع ذهاباً وإيّاباً ويجب أن أبتسم أيضاً".

ولكن "أبو علي" مع ذلك لا ينكر أنه مستفيد رغم ذلك، فهو شخص مدلّل على الحواجز ويستطيع تهريب من يشاء مهما كان جرمه.

موسم العيد

أما داخل المدينة فالوضع مختلف، فهنا يوجد شرطة المرور، يتوزعون بكثافة على كافة المفارق والشوارع، ولكلّ سيّارة تسعيرة.

وتكلّم شرطي مع موقع "اقتصاد" دون حرج، وقال: "إنّ الأعياد مواسم بالنسبة لنا، ومن النادر أن يغيب أحد عن فرع المرور بحجّة حفظ السير والمحافظة على السلامة، وغالباً نقبض من كل سيّارة، ويعود المبلغ تبعاً لنوع السيّارة والشخصيّة التي تقودها، بالإضافة إلى ذلك ترسل بعض الشخصيّات من التجار والأغنياء سائقيها، ويوزعون علينا الأموال والحلويات والهدايا، ونحن بالتأكيد لا يمكننا أن نفِّوت مثل هكذا هديّة أو عيديّة، وطبعاً فلمعلمينا حصّتهم".

وتختلف العيديّة حسب أهميّة الدافع والمسؤول الذي ستصل إلى جيبه.

وتبقى العيديّات الأكبر من نصيب ضبّاط الأمن، وهذه يتّم تقديمها من قبل أصحاب المصالح ورؤوس الأموال الذين يستفيدون من مودّة هؤلاء المسؤولين، ويستطيعون تمرير الكثير من الصفقات والأرباح بكسب ودّهم ومشاركتهم.

ترك تعليق

التعليق