"شكراً مصر".. مبادرة سورية لوأد فتنة مصطنعة


عيد الفطر لم يكن عادياً هذه المرة بالنسبة للسوريين المقيمين في مصر، فقد كان مميزاً للغاية، إذ بدأوه بمبادرة "شكراً مصر" عقب انتهاء صلاة العيد وفي معظم المدن التي يقيمون فيها.

الفكرة بدأت في أواخر رمضان عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانتشرت من خلال مجموعة من الأفراد، كل في مكان إقامته، إذ قاموا بجمع مبالغ بسيطة فيما بينهم واشتروا بثمنها حلويات وضعوها في أكياس قريبة إلى أكياس "الملبس" كما تُسمى في سوريا.

ومع انتهاء صلاة العيد انطلق مجموعة من الشباب السوريين والشابات لتوزيع هذه الحلويات التي في داخلها ورقة كتب فيها "من الشعب السوري للشعب المصري الشقيق، شكراً من القلب وكل عام وأنتم خير".

هذه المبادرة عمت المحافظات المصرية في الميادين العامة وقرب المساجد، وشارك بها عشرات السوريين في مصر من مختلف الأعمار وتطورت لتشارك بها عدة فرق تطوعية ومؤسسات سورية في مصر، بمناطق عدة منها (أكتوبر- مدينة نصر- الرحاب- مدينتي – الإسكندرية – المنصورة – دمياط- فيصل – الهرم ومناطق أخرى)، وأكدت على عمق المحبة المتبادلة بين السوريين والمصريين وتركت أثراً كبيراً في نفوس المصريين بشكل عام وهو ما عبروا عنه من خلال منشوراتهم على صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع مواقع الكترونية مصرية عديدة للكتابة عن هذه المبادرة والثناء عليها.

ولعل الأهمية الكبيرة لهذه المبادرة تأتي في ظل محاولات قلة من الأشخاص الذين عملوا على نشر خطاب كراهية ضد السوريين في مصر عبر صفحات شخصية وهمية طالبت بطرد السوريين في مصر والإساءة لهم بالمنشورات عبر موقع فيسبوك أو عبر موقع تويتر، حيث شوهت تلك الحملة المغرضة صورة السوريين في مصر عمداً ودون أن يعرف لمصلحة من تم ذلك أو من يقف ورائها أصلاً.

والملفت في ذلك أمرين، الأول أن الردود على تلك الحملة كانت من قبل المصريين أنفسهم عبر تعليقاتهم الإيجابية تجاه السوريين ووجودهم في مصر والانتقاص من مصداقية تلك المنشورات، والثاني هو أنه أثناء هذه الحملة الالكترونية، قامت صفحة على موقع "فيسبوك" تحمل اسم سفارة الجمهورية العربية السورية في مصر بتاريخ 1/6/2018 بنشر بيان تحذر فيه السوريين المقيمين في مصر من المشاركة في تظاهرات وهو بيان مناف للحقيقة، ويهدف لزيادة الاحتقان ضد السوريين في مصر وحتى الآن لم يصدر عن قنصلية النظام السوري في مصر أي بيان أو تصريح يفيد أن هذه الصفحة لا تتبع لهم.

وإثر ذلك تم تناقل البيان المزور على صفحات التواصل الاجتماعي وتم نشر إشاعات أن السوريين في مدينة 6 أكتوبر نظموا مظاهرات واحتجاجات وكل ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع بالنائب تامر الشهاوي، عضو لجنة الأمن القومي بمجلس النواب المصري إلى التدخل والرد على هذه الشائعات عبر صفحته الشخصية على موقع تويتر حيث أكد أن البيان المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي مزور وغير صادر عن السفارة السورية في مصر، وكذلك أكد أن لا صحة مطلقاً للأخبار التي تم تداولها عن تظاهرات للسوريين في مدينة  أكتوبر أو غيرها، وبذلك وضع تدخله حداً لسيل الشائعات التي تم تداولها.

بناء على ما سبق كانت مبادرة "شكرا ًمصر" تعبيراً عفوياً ومهماً من السوريين المقيمين في مصر لأخوتهم المصريين وتأكيداً على عمق العلاقة التي تكونت بين الشعبين على مدار السنوات السبع السابقة، ورداً واضحاً على محاولات بذر الفتنة بين الشعبين عبر صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى الإساءة وتشويه الواقع والحقيقة لا أكثر.

ترك تعليق

التعليق