غرباء جنوب العاصمة بين خيارين، إخلاء المنزل أو دفع الإيجار


بدأت أعداد كبيرة من أهالي بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم، من المقيمين في العاصمة دمشق، بالعودة لزيارة منازلهم وتفقدها ومطالبة المقيمين فيها بإخلائها كونهم يعتزمون العودة والإقامة بها.

يأتي ذلك على الرغم من أن قوات النظام لازالت تفرض قيوداً على حركة المدنيين عبر حاجز ببيلا سيدي مقداد، الذي من المفترض أن تتم إزالته قريباً، على أن يتم الإبقاء على حاجز القناية القريب من مدخل بلدة ببيلا.

وفي ذات السياق، أفادت مصادر مقربة من فرع فلسطين، لـ "اقتصاد"، بنية قوات النظام فرض قانون جديد على المُهجّرين المقيمين في البلدات والمعروفين في المنطقة بـ "الغرباء". وهم من مُهجّري أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن وبلدات سبينه وحجيرة والذيابية وعقربا والبويضة. وينص القانون المزمع على امتلاك عقد إيجار من مالك المنزل المقيمين فيه، وإلا فسيتم إخراجهم منه.

مخاوف كثيرة تؤرق كاهل مئات العوائل المُهجّرة المقيمة في البلدات، والتي لم يُسمح لها حتى اللحظة بالعودة لمناطقها التي تعرضت لتدمير كبير نتيجة العمليات العسكرية والقصف العنيف.

"أبو عبيدة" من أهالي حي الحجر الأسود ومقيم حالياً في بلدة ببيلا، يقول لـ "اقتصاد"، إن مالك المنزل المقيم فيه أعطاه مهلة لا تتعدى ثلاثة أسابيع لإخلاء المنزل. "قبل عدة أيام جاء صاحب البيت الذي أقيم فيه وطلب مني الخروج منه، كونه يريد العودة والإقامة فيه بعد استقرار الأوضاع في المنطقة. وأعطاني مهلة لا تتجاوز عشرين يوماً لإخلائه".

وأضاف "أبو عبيدة": "كما هو معروف، فإن منطقة الحجر الأسود تعرضت لتدمير كبير خلال المعارك بين تنظيم الدولة وقوات النظام. ومنزلي هناك دُمّر بشكل كامل، ناهيك عن أن قوات النظام لم تسمح بالعودة والإقامة في تلك المنطقة. أحاول الآن البحث عن مسكن بديل عن طريق أصدقائي من أهالي البلدات، بحيث يكون مالكه خارج البلاد، ريثما أتمكن من إتمام تسوية وضعي والحصول على وثيقة تمكنني من التنقل عبر الحواجز لأخرج من المنطقة إلى محافظة القنيطرة حيث يقيم أهلي".
 
عدد من مالكي المنازل طالبوا المهجرين المقيمين في منازلهم بدفع إيجار المنزل مقابل السماح لهم بالبقاء فيه. وتتعدى الأسعار المطلوبة مبلغ الـ 20 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير بالنسبة لعائلات لا تملك مصادراً للدخل وأُنهكت على مدار السنوات السبع السابقة، بفعل الحصار الذي فرضته قوات النظام والمليشيات المساندة لها.
 
"عبد الله"، شاب فلسطيني من مخيم اليرموك ومقيم في بلدة بيت سحم، يقول إن مالك المنزل المقيم فيه طالبه بإخلائه وعرض عليه استئجار منزله المجاور. "بت أتمنى لو أني خرجت من المنطقة وأقمت في مخيمات الشمال على الرغم من وضعها السيء. أنا الآن مطالب بإخلاء المنزل واستئجار منزل آخر على الرغم من أن إقامتي في المنزل كانت بموافقة مالكه المقيم في إحدى الدول الأوروبية، حيث كان الاتفاق أن أقيم في المنزل مقابل حمايته من السرقة. مؤخراً، أتاني اتصال منه وطالبني بإخلائه لأن شقيقته وعائلتها تريد الإقامة فيه، وعرض علي الإقامة في المنزل المجاور المملوك له أيضاً، مقابل دفع إيجار شهري 25 ألف ليرة سورية".

وأردف عبد الله قائلاً: "الوضع كارثي بالنسبة لي ولكثير من العائلات المُطالبة بدفع إيجارات. فأنا وكثيرين مثلي بلا عمل ونعتمد في حياتنا على المساعدات. منازلنا دمرت ولا يوجد بديل متوفر. من لا يملك المال لدفع الإيجار عليه البحث عن بديل مؤقت وعليه أيضاً أن يتوقع عودة صاحب المنزل ليطالبه بالخروج منه مجدداً".

البحث عن مسكن بديل بات الشغل الشاغل للغرباء المقيمين في البلدات خاصة وأن عودة أهالي البلدات إلى منازلهم سوف تزداد وتيرتها في الأيام القادمة بعد تنفيذ الوعود بفتح طريق ببيلا سيدي مقداد بشكل كامل وتفعيل شبكة المواصلات إلى البلدات وتخديمها بالمياه والكهرباء.

ترك تعليق

التعليق