درعا.. الكارثة تتفاقم


تتفاقم أزمة النازحين الهاربين من القصف والمعارك الملتهبة في محافظة درعا جنوبي سوريا، في وقت تشهد هذه المحافظة هجمة غير مسبوقة من قبل النظام والميليشيات المساندة، أدت لانحسار اللون الأخضر عن خارطة المنطقة ودخول النظام عشرات القرى والبلدات شرقي درعا.

وبلغ تعداد الفارين 217 ألف نسمة، وفقاً لمصادر صحفية قدمت لـ "اقتصاد" إحصائية عن أعداد النازحين الذين تمركزوا بالقرب من الشريط الحدودي مع الأردن في درعا، ومع الجولان المحتل بريف القنيطرة.

وتمركز 75 ألفاً من الفارين في قرى معربة وغصم والتمانعة وأم المياذن بالقرب من الحدود الأردنية. ولجأ قرابة 20 ألف شخص إلى نصيب والجمرك المتاخمة للحدود أيضاً. وإلى المنطقة الحرة مع الأردن نزح قرابة 5 آلاف شخص. بينما لجأ 30 ألفاً إلى منطقة الشياح و 400 شخص إلى تل شهاب على نفس الشريط الحدودي.

أما بالنسبة للحدود مع الجولان المحتل فقد بلغ تعداد النازحين على الشريط الحدودي قرابة 86 ألف نسمة.


الوضع كارثي

يعمل "معاذ الأسعد" في مجال تصوير وإعداد التقارير التلفزيونية في ريف القنيطرة. وقدم الأسعد لـ "اقتصاد" معلومات هامة حول موجات النزوح التي بدأت مع اندلاع القتال شمالي درعا.

قال الأسعد إن جل النازحين الذين تمركزوا على الشريط الحدودي مع الجولان هم من مناطق الريف الغربي لدرعا من نوى وطفس. لكن نازحين من الحراك وحتى اللجاة قدموا أيضاً إلى المنطقة.

وفور قدوم النازحين تم فتح ثلاثة مخيمات إلى الآن في ريف القنيطرة. ويقع أكبر مخيم جنوبي بلدة الرفيد ويضم قرابة 30 ألف نسمة. في حين يقع المخيم الثاني جنوب نقطة الـ (U N) على الشريط الحدودي الفاصل بين القنيطرة والجولان، ويحوي عدداً لا بأس به من النازحين. ولم يذكر الأسعد مكان المخيم الثالث.

إضافة للمخيمات؛ يسكن عدد كبير من النازحين في مدارس ريف القنيطرة بتجهيزات بسيطة تتكون من فرش ووسائد فقط.


مصاعب كبيرة

يعيش النازحون أوضاعاً مأساوية صعبة جداً. ويفترش الأهالي القادمون حديثاً الأرض، دون مأوى، حيث يعاني القائمون على المخيمات الحدودية من أزمة نقص الخيم ما جعل العديد من النازحين ينام تحت بطانيات نصبوها فوق رؤوسهم.


كما يعد موضوع تأمين الغذاء لعشرات الآلاف مسألة في غاية الصعوبة فالغذاء غير متوفر بشكل كامل، والجميع عاجزون عن تأمين مطابخ كافية لإطعام هذه الأعداد الهائلة.

وقال "فاروق المسالمة"، وهو ناشط صحفي من مؤسسة (نبأ) الإعلامية في درعا، "أمام العدد الكبير للنازحين هناك عجز كبير في تقديم المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية".


القرى خالية من السكان

مع تزايد أعداد النازحين تصاعدت أسعار المحروقات بشكل مفاجئ لتصل إلى الضعف تقريباً. ويباع المازوت بـ 700 ليرة لليتر الواحد. ويحتاج الأهالي لهذه المادة كي يتمكنوا من التنقل عبر سيارات كبيرة يستأجرونها لهذا الغرض.

وقال المسالمة لـ "اقتصاد" إن جميع قرى ريف درعا الشرقي خالية تقريباً من سكانها.

وتحدث المسالمة عن صعوبة بالغة يواجهها النازحون المتوجهون لريف القنيطرة حيث يترتب عليهم المرور بالقرب من القاعدة الجوية جنوباً، وبالقرب من مدينة نوى إلى الغرب، حيث تدرو أعنف المواجهات بين النظام ومقاتلي المعارضة.

وقال المسالمة: "هناك كارثة حقيقية تشهدها درعا. فمراكز الدفاع المدني متوقفة والمستشفيات عاطلة عن العمل، وهناك نقص بالمحروقات وفي جميع مقومات الحياة".

وتابع: "لدينا شلل كامل في المنطقة".


ترك تعليق

التعليق